لم يكف القوات العسكرية الروسية ما احدثته من تدمير وتخريب لمدن الشيشان، وبالذات العاصمة جروزني التي اصبحت مدينة اشباح بعد هدم منازلها وهجر سكانها فتحولت الى خرائب كشواهد على ظلم وارهاب عسكر روس.
لم تكف كل هذه الجرائم القوات الروسية فأضافت جريمة اخرى اشد فداحة لا يوازيها الا قتل آلاف المدنيين الشيشانيين في عدوانها الواسع على هذا البلد المسلم الذي رفض الهيمنة والاذلال الروسي فاقدمت القوات الروسية المحتلة على اعتقال آلاف المدنيين الشيشانيين وزجهم في معسكرات الاعتقال وتعذيبهم بحجة التعاون مع المجاهدين الشيشانيين اثناء دفاعهم عن مدنهم في وجه الغزو الروسي, وذكرت وكالات الانباء الروسية ان ضباط المخابرات الروسية ووزارة الداخلية ينتزعون اعترافات تحت تأثير التعذيب من المدنيين الشيشانيين الذين بقوا في المدن المخربة حيث يسعى كبار ضباط الجيش الروسي وبتوجيه من القيادة السياسية الى خلق مبررات من خلال هذه الاعترافات توفر الغطاء للعدوان الروسي على الشيشان حيث تتركز الاعترافات على وصف المجاهدين الشيشان بأنهم مجرد جماعات من قطّاع الطرق والارهابيين كما انها تعطي المبرر لهذه القوات لإبعاد ما تبقى من المدنيين الى خارج مدينة جروزني التي قررت السلطات الروسية إلغاءها كعاصمة للدولة الشيشانية لتغييب دورها كرمز للصمود والجهاد الشيشاني في وجه الغزو الروسي البشع.
ومن خلال اعترافات أُخذت قسراً وتحت التعذيب القاسي تحاول روسيا بقيادتها السياسية وعسكرها المتعطش للبطش وايذاء المسلمين تصوير الشعب الشيشاني بأجمعه على انه مجرد جماعات لقطاع الطرق والارهابيين, وكل هذا يتم وسط صمت وتجاهل مريبين من قبل القوى الدولية التي اعادت علاقاتها الوثيقة مع موسكو,, ربما للاتفاق على مقايضة جديدة ولتبادل الادوار لايذاء الشعوب التي لا حول لها ولا قوة ولمد نفوذ القوى المستكبرة.
الجزيرة