رياض الفكر جائزة الخير وراعيها الفذ سلمان بن محمد العُمري |
نزل الوحي الامين بالقرآن الكريم على خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وتعهد الله تعالى بحفظ كتابه الكريم إلى ماشاء الله،وجعله منهاجاً للمسلمين في كل زمان ومكان ، وهذا النهج الرباني هو الطريق القويم السوي الذي اراده الله تعالى للبشر، لتتحقق لهم به السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة، والقرآن الكريم أولى الله تعالى مهمة حفظه للصدور المؤمنة بالإضافة للكتب المطهرة، وهذا ماكان منذ بدء الدعوة الإسلامية وحتى هذه اللحظة وسيبقى ذلك بإذن الله إلى يوم القيامة، ايضاً سخر الله سبحانه وتعالى وسائل كثيرة لخدمة دينه وشريعته على مرور الايام، ومن ذلك مثلاً وسائل الإعلام والاتصالات الحديثة في عصرنا، وغيرها من ادوات وتقنيات ساهمت، وتساهم في نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة في آفاق المعمورة.
والمملكة العربية السعودية التي شرفها الله بأن جعل منها مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وارض الحرمين الشريفين، أولت كتاب الله جلّ اهتمامها، ورعايتها، فأقامت اكبر مطبعة في العالم لطباعة القرآن الكريم بالمدينة المنورة وترجمات معانيه، وقامت بتوزيعها على المسلمين في كافة انحاء العالم، وفتحت المدارس والمعاهد والكليات التي تعنى بتدريس القرآن الكريم وعلومه ودعمت وشجعت اقامة المسابقات القرآنية المحلية والدولية وساندت وقدمت العون للمدارس المعنية بحفظ القرآن الكريم، ولو في خارج المملكة .
وإضافة إلى هذا وذاك، هناك سبب مهم من اسباب حفظ كتاب الله، فقد سخر الله العديد من الجمعيات الخيرية التي تدرس كتاب الله حفظاً وشرحاً وتفسيراً، والحمد لله فقد انتشرت تلك الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في كل ارجاء مملكتنا الحبيبة الغالية، واصبح عدد طلبتها بمئات الالوف، أولئك الحفظة يحفظون اعظم كتاب، ألا وهو القرآن الكريم، وماأجمل التنافس وماأحلاه عندما يكون ضمن هذه العملية الحفظية التي أرادها الله تعالى، ومن هذا المنطلق جاءت الجوائز، والمنافسات، والمباريات لتشجيع الحفظة، وتقديم الدعم لهم، وحثهم على عمل، وتقديم المزيد.
وكان هناك جوائز ، ولعل من أبرزها جائزة الأمير سلمان التي دخلت عامها الثاني حيث بدأت يوم السبت الماضي، والاحتفال بها يوم غد برعاية أمير الخير والجود وبدأت القلوب والصدور تتلهف شوقاً للقياها ، وارتسمت البسمات على الشفاه لعذوبتها, كلنا يعلم أن جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز هي إحدى اهم الجوائز التي تقام في المملكة الحبيبة، وتختص بحفظ القرآن الكريم.
بالطبع صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله أيضاً كلنا نعرفه، فهو والخير صنوان لايفترقان اينما كان الخير تجد لهذا الامير المعطاء بصمة لا بل بصمات مميزة وواضحة ومؤثرة، فما بالك إذا كان الامر يتعلق بكتاب الله تعالى وحفظته، لقد وضع الامير جائزته كصدقة جارية ومن حسابه الخاص، وجعلها تشمل كل المملكة من أقصاها إلى أقصاها، لا بل امتدت رعايته للجائزة لمتابعة شخصية مستمرة من البداية وحتى لحظة تسليم الجوائز التي اصر صاحب الايادي البيضاء على ان يسلمها بيده ، وان يحضر مع المتسابقين في مشهد قلّ مثيله لروعته وجماله.
صاحب السمو الملكي لم يبتغ يوماً مديحاً او ثناءً على افعاله، وهو من النوع الذي يتصدق بيمينه، ولا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، والحمد لله، وما دفعني لكتابة هذه السطور هو التذكير بها وخصوصاً لحفظة كتاب الله، كي يتقدموا لها، ويحصلوا على ميزاتها إن شاء الله فهي لهم.
أما جانب الخير فيها فلا يخفي على أحد، فهي البركات عينها، وهي الخصال الحميدة ذاتها وهي التي ندعو اصحاب الخير اوالمقتدرين إلى الإكثار من أمثالها نصرة لدين الله، وإعلاء لراية الحق والتوحيد، ورداً صادقاً على كل الذين يريدون ان تزول مكانة الإسلام، وأنى لهم ذلك، والله تعالى هو الذي يحفظ دينه وقرآنه.
الجائزة من الناحية المادية تصل لمبلغ مليون ونصف المليون ريال، وجوائزها مجزية، وتستحق العمل لنيلها ليس للمادة فقط، وإنما لسمو الغاية التي وضعت من اجلها، وللتشريف العالي الذي يناله الفائز فيها في الدنيا والآخرة.
ونعود مرة اخرى لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله فهو امير للرياض، وامير لرياض الخير في كل ارجاء المملكة، لقد تعودنا عليه وهو يمسح دموع اليتامى والمحرومين، ويصنع البسمة على شفاه المرضى والمعاقين، وهي أمواله تتدفق نصرة لدين الله، ودعماً لحفظة كتاب الله.
الجائزة بمضمونها، وموضوعها، والاسس التي تقوم عليها هي اكثر من جائزة عادية، إنها وسام حقيقي على صدر امير الخير قبل اي شيء آخر، إنها تستحق اكثر من كلمة شكر وثناء، إنها تستحق أكثر من مقالة تقدير وتبجيل، فجزاك الله كل خير أيها الأمير الفذ.
|
|
|