الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,, أما بعد:
فإن الله تعالى يوفق بعض عباده إلى أعمال هي في طبيعتها سهلة بسيطة ، فكرتها في متناول الجميع ، لكن توفيق الله تعالى يجعل منها أعمالاً عميقة الاثر، واسعة التأثير ، والتوفيق للعناية بالقرآن الكريم، ورعاية أهله ، وهي منة عظيمة وشرف كبير، يوفق الله تعالى من يشاء من عباده لهذه المهمة الغالية، والرسالة السامية، فهي تزيد الكريم كرما وسماحة، وتزيد الشريف رفعة وعلوا،,, لا بل إنها ترفع الذكر في الدنيا والآخرة، وتزيد من الاجر وتضاعفه وترفع الذكر والدرجات في الدنيا والاخرة حيث يقول صلى الله عليه وسلم , ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ، ويضع آخرين).
وخدمة القرآن الكريم ورعاية اهله وحفظته ، لا تأتي بالاماني والاحلام ، ولا بالكثير من الكلام، وإنما بالعمل الدؤوب الصادق المخلص، والتخطيط المدروس ، وبذل الوقت والجهد ، وتسخير الامكانات، بما يتناسب ومكانة كتاب الله في قلوب المسلمين، وواجبنا تجاه القران الكريم واجب خاص ، فبلدنا مهبط الوحي ، ومنبع الرسالة، ومركز النور الذي اضاء العالم ، فنحن برعايته أولى ، وبالحفاظ عليه وخدمته اجدر وأحرى.
وتأتي جائزة الامير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، لتعمق هذا المفهوم وتنطلق منه ، فهي تذكرنا بواجبنا تجاه القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتعليماً ونشراً وتطبيقاً، وتذكرنا بواجب العناية والرعاية لكل حافظ وتال للقرآن الكريم ، ولكل متعلم له مشمر عن ساعد الجد في حفظه عاملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وليس ذلك بغريب ان يقوم بهذا الواجب ، ويحمل هذه الرسالة، ويرعاها من ضرب له في كل مجال خير بسهم ، وضرب له في كل واد من اوديته بعطن ، إنه رجل الخير المحب لاهل الخير صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز ، فقد كان لهذه الجائزة اثر بالغ في نفوس القائمين على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والعاملين فيها، فهي دافع لابنائنا وبناتنا للجد في حفظ القرآن الكريم وإتقانه، وحافز هام لهم للتسابق في ذلك، والتنافس فيه، إنه ميدان مفتوح ، المشارك فيه فائز بكل حال، والراعي له مأجور بإذن الله على كل حال.
فهنيئاً لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز بهذا العمل الخيري الذي نسأل الله تعلى ان يكون اجره متصلاً دائما لاينقطع، وهنيئاً لوزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد على التنظيم والترتيب لهذا الملتقى الإيماني، وشكر الله جميع القائمين على هذه الجائزة إدارة وإشرافاً، ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.