تأتي مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم في عام تكتنفه التغيرات والتطورات، عام أطلق عليه (ثورة التكنولوجيا)، وهذا العام يأتي أيضاً اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية ليعطي بعداً جديداً، وجانباً هاماً في حياة أبناء وبنات الرياض بصفة عامة، وأبناء وبنات المملكة العربية السعودية بصفة خاصة.
والذي أرى معه أن يتاح المجال للاستفادة من هاتين المناسبتين، والمزج بينهما بوضع استراتيجية علمية حديثة للمسابقة، تغذي الناشئة بثقافة دينية نابعة من القرآن الكريم ويفتح فيها فرع في المسابقة لتأليف كتيبات، وإعداد بحوث من قبل هؤلاء النشء حول جمع الأحكام الفقهية الواردة في القرآن الكريم مثل أحكام الصلاة، والزكاة، والبيع,,, الخ، كذلك الآيات التي تحوي مواعظ وآداب حول التربية,, وغيرها مما يزخر القرآن الكريم بها، وفقاً لما يتناسب مع مفاهيمهم ومراحلهم العمرية، وذلك لتوثيق صلتهم بكتاب الله، والذي لاشك أنه وثق الماضي وأحصى الحاضر، وحوى المستقبل الذي لم نصل إليه بعد، وأن يتاح لهم في ذلك استغلال وسائل الاتصال الحديثة وما تميزت به حضارتنا اليوم من خصائص من أهمها: التغير الذي يقوم على تجاوز الواقع بواقع أكثر تقدماً في كل المجالات فإن كان ايقاع التغير في الحضارات القديمة ألفياً وثم أصبح قرنياً فإنه في عصرنا الحاضر يومياً بل ساعة بعد ساعة.
لذا فعلى التربية وأساليبها مساعدة النشء على مواجهة الأوضاع الجديدة، والتكيف لها بما يخدم عقديتنا الإسلامية الغراء، وأن تقدم لأبنائنا وبناتنا خدمات ثقافية إنسانية نابعة من القرآن الكريم، وحافزة للنهل من كنوزه وأسراره واعجازه، وان تقدم للآباء والمربين والمربيات خدمات ثقافية نابعة من اساليب القرآن الكريم في الموعظة الحسنة، والأخلاقيات الفاضلة في التربية، ومن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعليم والتربية.
وفقنا الله لما فيه خير أمتنا,, ورفعة الإسلام والمسلمين.
* الوكيل المساعد للإشراف التربوي في الرئاسة العامة لتعليم البنات