كلنا يسعى لتربية ابنائه تربية صالحة لينفعوه في الدنيا ويكونوا سبباً لرفعته وسعادته في الآخرة يقول عليه الصلاة والسلام:اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها:ولد صالح يدعو له وهذا السعي لم تختص به هذه الامة بل هو سنة الناس اجمعين وسبق الى ذلك الانبياء واهل الصلاح في كل زمان فهذا ابراهيم عليه السلام يدعو ربه فيقول: رب هب لي من الصالحين وهذا زكريا عليه السلام يدعو ربه فيقول: رب هب لي من لدنك ذرية طيبة وهو دعاء الصالحين ربهم:رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي والابناء اذا صلحوا كانوا زينة الحياة الدنيا: المال والبنون زينة الحياة الدنيا وهذا شيء مشاهد فنجد بيوتاً ترفل في اثواب السعادة والهناء بسبب صلاح ابنائها ونجد بيوتاً مكبلة بقيود الهم والحزن والشقاء لفساد ابنائها.
ومع سعي الانسان الجاد في التربية الهادفة لابنائه لابد من الدعاء المستمر والتضرع الى الله سبحانه وتعالى بأن يكلل هذا السعي بالتوفيق, والمؤسف انك تجد كثيراً من الناس قد جمع معاول الهدم الاخلاقي في بيته و يحلم بأن يكون الابناء في منتهى الصلاح وليس ذلك على الله بعزيز ولكن لابد من تطبيق مبدأ اعقلها وتوكل لا ان يترك الانسان منا الحبل على الغارب فيرى ذريته التي يرجو ان تكون طيبة أمام فضاء القنوات الفضائية ولا يحرك ذلك شعرة من جسده.
ولعلك تتأمل في بعض مقالة قرأتها للكاتب عبدالله الجفري حيث يقول: روى لي صديق عزيز انه التقى,, بمسؤول عن محطة فضائية فوجىء بحصار من الاسئلة التي تركزت حول ظاهرة العري في قناته، فقال بصراحة: ان اكثر مشاهدينا من الخليج وهيك بدهن!!,, عندما كنا نحذر او ننذر من الغزو الثقافي فقد كان تركيزناينصب خوفاً من الفضائيات الغربية فإذا نحن نواجه خطراً اكثر فظاعة وبشاعة ممثلاً في فضائيات عربية,, الخ صحيفة البلاد العدد 15395 ,, وليس كل هذا الانحلال لأجل اعين ابناء الخليج الراغبين في ذلك ولكن هذا المسؤول وغيره في هذه القناة وامثالها قد تربو على ذلك ويتمنون ان يخرج من الخليج اجيالاً مثلهم كالذباب لا يقع الا على,, هذه القنوات وامثالها يقول الحق سبحانه وتعالى: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء .
ايها الاخ الكريم ان حجة متابعة الاخبار وغيرها مع عجز نفسك عن متابعتها بطريقة اخرى لا تسوغ لك ترك ابنائك يشاهدون كل شيء,, فلا تسمح لهذه القنوات المتعرية من كل فضيلة ان تشاركك في تربية فلذات كبدك واعلم يقيناً ان الهدم لا يحتاج في كثير من الاحيان الا لبضع دقائق وقد يهدم ما لا تستطيع ان تبنيه مرة اخرى.
بكر بن علي البكر
إمام مسجد آل صالح بحي الخزامى بالرياض