1 نوع مسرحي خفيف، ظهر في أواخر القرن الثامن عشر، متقيداً بالتقاليد الشائعة في مسارح الأسواق الشعبية، ومعالجاً ظواهر الحياة الاجتماعية في تعقيداتها، ومفارقاتها، وجوانبها المضحكة المسلية، والمحزنة المؤلمة، مازجاً الموسيقى، والغناء، والشعر، والإيماء، بالحوار النثري المألوف، مغالياً في المفاجآت والمبارزات، وانقلاب المواقف رأساً على عقب.
وقد ظهرت فيه الشخصيات البارزة في ملامح مُبسطة، وطبائع متشابهة، تكاد تكون واحدة في معظم التمثيليات، وإن اختلفت الأسماء، والحبكات، وتنوع سياق الموضوع، وانحصرت في فئة محدودة من الناس لا تتعدى الرجل القوي الظالم، والخائن المخاتل، والحسناء المظلومة، والبطل الشجاع الأبي النفس.
يتحرك هؤلاء، ويتصادمون، ويعنفون في القول والفعل، أو يُثيرون الأشجان حيناً، والضحك احياناً، وينتهي أمرهم بانهزام الشر، وانتصار البراءة، والفضيلة، والشجاعة، والجمال.
2 مهدت الميلودراما الطريق أمام المسرحية الرومنسية بثورتها على الوحدات الثلاث الكلاسية، ومزجها الفنون المسرحية كلها في التمثيلية الواحدة, واجتذبت إليها العامة، وأصحاب الثقافة المتوسطة، محاولة الترفيه عنهم، وامتاعهم بالأسلوب السهل، والفكاهة القريبة المنال، والإغراب في الاحداث والمواقف, وغزت المسارح الإنكليزية، والفرنسية، والايطالية، والعربية حتى عمت العالم كله، وأقبل عليها الكُتّاب يتنافسون في تغذية المسارح، وتأمين المادة الضرورية لكثير من الأفلام السينمائية.
3 المأساة الكلاسيكية: هي التي اسقطت الانفعال الغنائي، وأغنت الأحداث بالعناصر المسرحية، مع تبسيط في الحبكة، واعتماد على التحليل النفسي، مثال ذلك مسرحيات راسين.
4 تُطلق اللفظة حالياً على المسرحيات:
أ التي تبتعث الرعب بما تصوره من أحداث محزنة يزجيها القدر ولا يد للانسان فيها.
ب التي يشيع فيها الحزن الناتج عن تصادم العواطف وتمزقها واندفاعها في خط مرسوم لها لا تعدله الأحداث الخارجية أو الارادة البشرية.
5 مجازاً يعبر باللفظة عن كل صراع نفسي عنيف، أو كل أحداث دامية.
رأيت مأساة الانسان والانسانية في ذلك الصراع الدائم بين تلك القوى الداخلية: العقل والقلب.
(الحكيم، سلطان الظلام ، ص45)