Friday 18th February,2000 G No.10004الطبعة الاولى الجمعة 12 ,ذو القعدة 1420 العدد 10004



نهضة الشباب واستثمار طاقاته
مندل عبدالله القباع

ليس ثمة جدال أن الشباب هو نصف الحاضر وهو كل المستقبل مما يتطلب إمعان النظر اليه، والعمل المخلص المبدع الجاد للنهوض به في كافة مجالات حياته ومجالات تواجده المكاني في المدينة او الريف والنوعي في مجال الرياضة والثقافة والادب والفن,, فان كنا نعرض في مقالنا هذا لامكانات استثمار طاقات الشباب فانما نعني بها هذا كله.
واستثمار الطاقات يعني التوجه الى الشباب في كافة انشطته المختلفة من رياضة وقصيدة وقصة ولوحة مرسومة وعمل فني او تقني,, الخ وهو المعنى الحضاري والانساني لثقافة العقل والبدن.
ونهضة الشباب تنبني على استثمار الطاقات بحيث يستطيع أن يقضي وقته العملي، وفراغه كذلك في كل ماهو نافع ومفيد.
وتتأتى هذه النهضة عن طريق التخطيط العلمي المبني على كم من المعلومات المستقاة من أهل الخبرة في هذه المجالات التي هي انعكاس ايضا للرأي العام.
ويرمي هذا التخطيط المقصود الى تطوير مراكز وأندية الشباب بحيث تتضمن في جنباتها ما يمكنها من ادارة كافة الانشطة ويدخل ضمن هذه الادارة فئات مختلفة تؤدي دورها المتميز فيكون الطبيب ليقوم بالتوعية الصحية والوقاية من الامراض والاوبئة او التدخين او الاستخدام السيئ للعقاقير او الممارسات غير الصحية، والاخصائي الاجتماعي والنفسي الذي يقوم بحل المشكلات او الصعوبات التي تعترض مسيرة الشباب في هذه المراكز والاندية، ويقوم بدعم العلاقات والعمل على تماسكها وتفاعلها تفاعلا سويا، وكذا الاخصائي الرياضي الذي يقوم بمهام التدريب واستثارة دوافع النشاط الطبيعية الموجودة في كل شاب من اجل العمل على تنميته عضويا وعقليا وتوافقيا وانفعاليا, وتتحقق هذه التنمية عندما يقوم الشاب بممارسة احد انشطة التربية الرياضية سواء كانت هذه الممارسة تتم داخل صالات للتدريب او ملاعب خاصة او في حمام السباحة, وهكذا يواكب هذه المناشط الرياضية قدر من التعلّم الذي يؤدي الى اكتساب اتجاهات سلوكية سوية تؤدي الى تنمية العلاقات الانسانية التفاعلية والرشيدة، وكذلك تنمية الروح الرياضية، وآداب المجاملة وأداء الواجب، والحفاظ على القيم السامية.
ويتوجب على الشباب حينئذ ان يعي بأن التربية الرياضية هي الجانب التربوي الذي ينتج عنه تغيرات في الفرد بدنيا وعقليا واجتماعيا ونفسيا من خلال ممارسة النشاط الرياضي واكتساب الخبرات الحركية,, وذلك كله من اجل بلوغ صحة أفضل وحياة أكثر نشاطاً بالاضافة الى تحصيل المعارف وتنمية اتجاهات ايجابية, وعن هذا الطريق يمكن المساهمة رياضيا في النهوض بالشباب واستثمار طاقاته عن طريق تحقيق اهداف تربوية في المجتمع بتنفيذ مناشط وطرق خاصة، وتتمثل هذه الاهداف التي نشير اليها في عدة محاور: أولها التنمية العضوية التي تدفع الى تنشيط الوظائف الحيوية للفرد ويتأتى ذلك من خلال إكساب الفرد اللياقة البدنية، والقدرات الحركية تلك التي تعمل على تكييف اجهزته ورفع مستوى كفايتها الوظيفية واكسابها الصفات التي تعينه على اداء واجباته الحياتية دون ان ينتابه شعور بالتعب او الاجهاد.
ثانيها: تنمية المهارات الحركية وهي مهارات يتم تعلمها وتبدأ مع فترة الطفولة لتأسيس المهارات الحركية المبنية على الاعتبارات الادراكية.
ثالثها: التنمية المعرفية بما تتضمنه من معرفة وفهم وتحليل وتركيب، اي انها تنمي في الفرد الجانب العقلي، والجانب المعرفي وذلك يتم تنميته عن طريق ممارسة الانشطة المختلفة بوجهيها الرياضي والوجه الآخر الذي يتضمن الجانب الثقافي والفني والاجتماعي,, الخ.
رابعها: التنمية النفسية بما تعمل عن طريقها الى تكيف الشاب نفسيا واجتماعيا كما انها تعمل على تنظيم انفعالات الشاب وتوافقه مع مجتمعه وتهذيب سلوكه.
وخامسها: التنمية الجمالية بما تسهم به في التذوق الجمالي في الاداء الحركي المتميز بالاشكال المختلفة.
وسادسها: الترويح وأنشطة الفراغ بما يحقق المتعة والبهجة والرضا والراحة والاستجمام، كما انها تنظم اوقات الفراغ واستثمارها في الانشطة الهادفة.
إذن في ظل التقدم التكنولوجي والعلمي نحن في مسيس الحاجة للنهوض بالشباب واستثمار طاقاته بما يؤدي الى العمل على تنمية قدرات الانسان وتنمية ارادته وترشيد اهدافه والدفع به للاندماج الفاعل في المجتمع.
ومن هذا المنطلق ندعو اجهزة النشاط الاهلي كي تسهم بدور متميز وفاعل في هذا المجال، وأن يدخل ضمن اغراضها تطوير الشباب إيمانا بالبعد الاجتماعي في التنمية البشرية بحيث يكون العمل مع الشباب متكاملا في معناه مع سبل حل مشكلاته الاقتصادية وتهيئة البنية الاساسية له من إسكان ووظيفة وزواج وغيره بمشاركة كل قوى المجتمع.
وفي هذا الصدد ندعو الرئاسة العامة لرعاية الشباب ان تهتم بالتوسع في انشاء مدارس الرياضة، وإنشاء مراكز رعاية الموهوبين في المجالات المختلفة، ووضع خطة تتسم بالكفاءة العالية للمؤتمرات والندوات والمحاضرات والمسابقات الثقافية والفنية والعلمية والادبية واصدار الكتب والتدريب على استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة والالكترونيات الدقيقة وتكنولوجيا الصناعات الصغيرة والمتقدمة، وذلك لمواجهة التحديات والقضايا برفع الروح المعنوية وروح التنافس والتميز, كما ندعو وزارة المعارف ان تفكر جديا في جعل التربية الرياضية مادة اساسية فيها نجاح ورسوب وذلك لكل من الطلاب الاسوياء والمعاقين مع حفز الذين يظهرون تفوقاً رياضياً.



رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

الاقتصادية

أفاق اسلامية

نوافذ تسويقية

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved