كثير من التقارير الصحفية والآراء التي خرجت من ايران ومنذ اكثر من شهر تتحدث عن ان الانتخابات البرلمانية الايرانية التي تجرى غدا، ستشكل منعطفا لأن نتائجها كما تؤكد تلك التقارير وآراء الخبراء ستطول كثيراً من المسلمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي طبعت الحياة السياسية في ايران منذ وصول الخميني وأتباعه الى سدة السلطة.
ويبني الخبراء آراءهم على ان رياح التغير التي يريد الشباب اسباغها على الحياة السياسية والاجتماعية والعلائق الاخرى ستكون حافزا على توجه ملايين الناخبين من الشباب من الجنسين الى صناديق الاقتراع وبما ان هذه الفئة من الناخبين يشكلون اكثر من ثلثي المسجلين والذين يسمح لهم بالاقتراع فان الاقبال بكثافة على الانتخابات وتوجه الشباب جميعا او اغلبهم للإدلاء بأصواتهم سيرجح كفة من يسمونهم في ايران بالاصلاحيين، وهو التيار الذي يقولون ان الرئيس محمد خاتمي يقوده والذي عززه اختيار شقيقه الدكتور محمد رضا خاتمي ليكون رمزاً لهم بعد ان فقدوا زعيمهم السابق عبدالله نوري وزير الداخلية السابق الذي يمضي عقوبة بالسجن لخمس سنوات في سجن ايوين الشهير في العاصمة طهران.
اما اذا تقاعس الشباب ولم يقبلوا على صناديق الاقتراع مثلما فعلوا إبان انتخابات الرئاسة والتي كانت أصواتهم هي التي اوصلت الرئيس محمد خاتمي الى الرئاسة.
نقول اذ تقاعس الشباب كما يؤكد الخبراء في ايران فان المحافظين الذين يمتلكون قرابة ثلث اصوات الناخبين والذين يتميز ناخبوهم بالالتزام والحرص على القيام بواجبهم الانتخابي سيرجحون كفة مرشحيهم مما سيبقي كفة المحافظين هي الراجحة في مجلس الشورى القادم وهو ما سيصنع مشاكل للرئيس خاتمي شخصيا ويضعف الاصلاحيين كثيرا، ويقضي على طموحاتهم في إحداث التغير الذي ينادون به.
وقبل يوم من بدء الانتخابات فكل فريق يدعي ان ناخبيه سيحققون الفوز والاغلبية لمرشحيهم، فالدكتور محمد رضا خاتمي يقول: ان ثمانين في المائة من المواطنين الايرانيين يريدون الاصلاح ويدعمون خاتمي لهذا السبب، اعتقد ان المجلس المقبل سيكون من الاصلاحيين وان المقربين من الرئيس سيتمتعون بغالبية مطلقة تضعهم في موقع القرار داخل المجلس المقبل.
اما المحافظون فيؤكدون بدورهم ان النصر سيكون حليفهم وأن نتيجة الاقتراع ستشكل صفعة للولايات المتحدة الامريكية التي يتهمها المحافظون بأنها تتدخل في شئونهم الداخلية.
وعلى العموم - وكما يقول احد الخبراء في الشئون الايرانية - هناك الكثير من الجوانب المجهولة في انتخابات الغد ولا يمكن الجزم بنتائج مسبقة لها، وهي في النهاية تعتمد على قدرة كل من التياريين من تعبئة انصارهم، فاذا صوت الشباب للوائح الاصلاحيين كما صوتوا للرئيس خاتمي في عام 1997م فهو يعني تأكيد قوي للرئيس وما يمثله من تغير قادم سيشمل الكثير من الأوجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل حتى الايدلوجية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com