المكان / قرب بوابة جامعة الإمام
الزمان / ظهر يوم الأحد 7/11/1420ه
الحدث /دورية أمن توقف بعض السيارات
خرجت من الدوام كالعادة ففوجئت برجل الأمن يوقفني ضمن عدد كبير من السيارات يتزايد شيئاً فشيئاً.
ما الخبر؟
عكست السير,.
عكس السير المزعوم هو الدوران مع فتحة انعطاف واسعةٍ بين الطريقين لتغيير اتجاه السير لكنها مقوسة إلى إحدى الجهتين فتكون ذات اتجاه واحد حسب ما فهمنا او أفهمنا.
ولكن !! اعتادت السيارات ان تأتي مع هذا المنفذ باتجاهين منذ مدة طويلة فلماذا صارت ممنوعة في هذه اللحظة فحسب؟.
سلمنا أمرنا لله وانتظرنا,, وجلسنا نراقب السيارات الكثيرة التي تأتي مع هذا المنفذ فيوقف بعضها ويواصل عدد منها السير لعدم القدرة على السيطرة عليها فيما يبدو!.
طال وقوفنا,,وقد كان الأمر في أذهاننا بسيطاً وعقوبته لا تعدو إعطاء قسيمة مخالفة، إلا أننا فوجئنا بإعلان سلسلة من العقوبات.
ستأتي سيارات تنقلكم إلى مركز الشرطة,, و ,, قسائم مخالفات,, وتوقيف ,, و ,, يا إلهي !! ما هذا ؟! يا له من خطأ جسيم ذلك الذي ارتكبناه! معقول؟!.
لم تأت السيارات الكافية التي أوعدنا إياها لأن العدد كان كبيراً30 40 وهنا بدأت المواقف الارتجالية لرجل الأمن, طلب خمسة أو ستة وأركبهم في احدى الدوريات,, ثم طلب سيارات بعض المواطنين لنستقلها إلى مكان المحاكمة بالمفاجآت!
ثم تراجع وقال: يركب كل واحد سياراته ويأتي إلى المركز,, ثم تراجع بعد أن سار بعضهم وقال: تأتون جماعات,.
كان الكثيرون خاصة في اللحظات الأخيرة يحاولون إقناع رجل الأمن بضرورة تفهم الواقع فأكد لهم أن الأمر لا يعدو إعطاء قسائم مخالفات ثم الانصراف، وفي مركز المرور حشرنا في التوقيف ذلك المكان الذي يجمع ما هب ودب ولم نسدد ثم ننصرف كما أفهمنا رجل المرور، ومرة أخرى ، الموقوفون بحثوا عمن يسددون عنده ليخرجوا ولكن سرعان ما علموا أن الأمر لا يعدو وعداً صلعاء جاء على لسان رجل الأمن,, وصاروا أمام الامر الواقع:
توقيف 24 ساعة!!.
كان الأمر واضحاً بصورة جلية لكل من كان داخل التوقيف:
وقد لفت اتباهي الأربعون الذين كانوا في الموقع لم يكن في التوقيف منهم إلا أربعة وطار صفر الأربعين مع اولئك النفر الذين تسربوا من الموقع أو سربوا!!.
حاولت أن اجد من أتفاهم معه فلم أوفق رأيت الناس يمنة ويسرة يتصلون بأقربائهم، وبين الفينة والأخرى ينادي اسم الشخص صاحب الاتصال، فلما رأيت الأمر قد استحكمت حلقاته أدليت بدلوي، واتصلت بمن يساعدني على الخروج,.
اذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة المضطر إلا ركوبها |
نفع الاتصال بحمد الله وخرجت بعد ساعات من التوقيف وفي ذهني هذه الملاحظات:
1 الحفاظ على الأمن لا يكون بانزواء سيارة المرور في أحد أطراف المدينة وايقاف السيارات هناك مع ترك مواقع ذات أهمية دون سيارة أمن.
2 المساواة في العقوبة وإن كانت قاسية عادلة، فلماذا توقف بعض السيارات وتترك سيارات أخرى سارت معها في نفس الطريق وهذه رأيتها مرات بنفسي وقت الحدث، ولماذا يسرب بعض الأشخاص حسب شهادة أكثر من شخص في الموقع؟.
ولماذا يقبع في السجن البعض وتوقع عليهم عقوبة بينما يأتي البعض الآخر ويستلمون إثباتاتهم وينصرفون دون أدنى مشكلة حسب شهادة أكثر من شخص أيضاً؟.
3 من أبسط قواعد العقوبة أن تكون مناسبة للمخالفة في نوعها ومقدارها,, فكيف يتساوى من سبق خبره مع من يقطع الإشارة الحمراء عمداً مثلاً؟.
لقد استغرب أحد رجال الأمن على زميله أنه أتى بهؤلاء لأجل هذه المخالفة البسيطة!.
4 لماذا يتعامل أناس في موقع المسؤولية وفي جهاز مهم بهذا الاسلوب؟.
5 إن من أبسط حقوق الموقوفين أن يعلموا أنهم سيوقفون ليأتوا بحاجاتهم معهم ويرتبوا وضع أهلهم,, كما أن أبسط حقوقهم أن يتنفسوا الهواء النقي لا أن يحشروا وسط سحب كثيفة من الدخان الذي تنفثه أفواه المسؤولين والموقوفين على حد سواء رغم صدور التعميم الرسمي بمنع الدخان في الدوائر الحكومية, فلماذا لا يكون التدخين في أماكن مخصصة حتى لا يؤذي المدخن غيره.
6 إيجاد بعض التجهيزات المهمة مطلوب ومن ذلك وجود مكبر صوت معتدل للمناداة على الشخص المطلوب,, حتى لا يضطر طالبه إلى تكرار المناداة وارسال الرسل دون جدوى، كما ان الاهتمام بالتوعية امر آخر أكثر أهمية فلابد من جهود واضحة.
7 إن مثل التصرفات السابقة لرجل الأمن تخلق فجوة بينهم وبين سائر المواطنين، وكان الأجدر بهذا الجهاز سد هذه الفجوة!! وعندها يشعر كل مواطن أنه رجل أمن.
عبدالله الحسين