إليك أبا الاسفار أزجي ربائبي
اجانبها جدبا يلوك رغائبي
وأدنوبها صوب الرياض عشية
وأوردها نبعا لغر الغرائب
وأحسوبها الماء القراح لعله
يخاتل اوجاعي ويسري صوائبي
وكم منزل في الارض يأنفه الحيا
ومرباعه عند التقاء السحائب
وكنت الذي في لحنه الخُلفُ يرتعي
وفوق ظنون الشك سر الحقائب
سلكت بنا درباً يضيء نصوصنا
فعاجت لهذا الضوء هدي الركائب
هتكت عن النص القصي حجابه
وأسكنته في مستهل الحواجب
جلوت عن الاذهان سقم صحيحها
وناجاك في الاغلال خبء المواهب
وقلت له: انت المضيء بنصهم
واني الى لقياك حنت كتائبي
نشلت جناحيه وطار محلقا
واثبتّ نصا في نداء العوازب
هو النص لاجفت فيوض صفيِّه
تزوجته من غير عقد وكاتب
لشمسك غيث النص ينهل مزنه
وتصدر عنه هاديات النجائب
سكبت بطيِّ النص ماء حياته
فأزهر منه بالحيا كل جانب
وكم نص قول ظنه القوم عاقرا
فجئت به يزهو بشتى العجائب
ألنت قيود القول حتى تقاودت
وانجدتها عن كل خلف مجانب
فهاجت من البيداء تقهر صمتها
وتعلو سمواً فوق صوت الكواذب
وجزت بها الادغال في كل منحنى
وأعليتها حتى نجاء المراقب
اجرّت رماح الحقد حتى تعاورت
وأغرى بك البهتان سمَّ العقارب
فعادت عليهم حين بددت قولهم
وعادت بهم حسرى دماء المآرب
فلم يشفها الا دماء قلوبهم
ولم يشفها الا رغاء الغوارب
رغوا ما رغوا من حقدهم ثم أصدروا
فلا ماء الا ماء كُدر المثالب
اقاموا به حتى استساغوا كديره
وصاروا من الامرار سود المناقب
يعانق بشري بشرك اليوم يزدهي
بجائزة عزت على كل خاطب
جزى الله من أرسى صروح بنائها
وأسكنه الفردوس رأس المطالب
ويبقى له منا الثناء معطرا
ويبقى الصحيحُ عند شدِّ الحواقب
اليك دماء الشعر تزجى تحية
وما دمها إلا لطهر المراتب