Thursday 17th February,2000 G No.10003الطبعة الاولى الخميس 11 ,ذو القعدة 1420 العدد 10003



تنمية الحس الجمالي عند أطفالنا

إن الإنسان لكي يتعود على الحس الجمالي لابد أن يكون قد تأمل جوانب الجمال التي أودعها الله سبحانه وتعالي في خليقته,, وقديما بلور افلاطون مزيجا من الجمال والتناسب والصدق للوصول إلى مفهوم للخير، ومن هنا تصدق العبارة التي تقول: (كُن جميلا ترى الوجود جميلاً),.
وفي الحضارات القديمة المصرية على سبيل المثال شكل الفنان حياته في جماليات معمارية وفنية اتسقت مع الحكمة المصرية القديمة والفطرية وقاموس التناسب والتناسق والخير.
إنه قد يغيب عنا أحيانا أن الأطفال وهم أبناؤنا قد يكتسبون من الآباء والأمهات بيولوجيا معظم طبائعهم ليس فقط منذ لحظة الميلاد ولكن منذ خلقه الله سبحانه وتعالى جنينا في بطن أمه وإن زخم مكون من مكونات الشخصية السوية الجميلة هو الرصيد الذي يمتلكه الإنسان الفرد من وعي وحس جمالي بالمعنى الأعم والأشمل، وعادة ما تنصرف الأذهان عند الحديث عن الجماليات إلى المظهر الخارجي أو الهيئة الذاتية أو الشكل الظاهر وهذا فهم خاطىء إن الشيء أي شيء في الوجود لا يكتمل جماله حتى يتسق الشكل مع المضمون أو الجوهر من تناسب وصدق.
ولا شك أن الحضانة الأولى للطفل هي الأسرة الأب والأم والأبناء وما يألفه هذا الصغير في عالمه يظل محفوراً في أعماقه حتى يشيخ وقد أودع الله سبحانه وتعالى الحس الجمالي الفطري في مخلوقاته وعلينا أن ننميه ونحافظ عليه ونهيىء له البيئة المناسبة وهنا يصبح البعد الجمالي ضلعا أساسيا في القيم الأخلاقية.
إن العبء الأكبر يقع على القدوة الحسنة في كل شيء، في المنزل، في المدرسة وأيضاً في وسائل الإعلام المرئية وذلك لتنمية الوعي الجمالي عند الأبناء وإحساسهم به حتى يقع على عين ونظر أبنائنا كل جميل ونظيف.
المفردات الجمالية ليست حكراً على أحد والدليل على ذلك أن الريف والمزارع وحتى في الصحراء والجبال وعلى الشواطىء تتواجد مقومات الجمال الرباني الفطري والتي تنعكس على سلوكيات الناس اليومية في أطر الجمال بمعناه الواسع.
إنه يجب علينا الاهتمام بمناهج التربية الفنية وتوفير المناخ المناسب للمارسات الفنية في مجال التعبير الفني بالمرحلة الابتدائية حتى تنتعش مواهب الابداع من واقع تراثنا الجميل العريق وبما يتفق مع تقاليدنا وهويتنا وإيماننا على أن يتوافق مع المراحل العمرية والحاجات السيكلوجية وتشجيع النشء على الممارسة الفنية بمختلف الوسائل، مع حوافز الترغبيب والتنافس الشريف، وما من شك من أن تلك المنظومة سوف تعين الصغار على الوعي بكل ما هو فضيل وجميل خصوصا عندما يترجم هذا كله إلى واقع يومي معاش وملموس، وتكتمل اللبنة الأولى، وهي حجر الزاوية في تنمية قدرات التجديد للوصول إلى نشوة الإبداع التي هي قمة ما تصبوا إليه البشرية على دربها الطويل منذ فجر التاريخ.
إننا لا نريد لأجيالنا الواعدة بألا تتكىء على متحف للحضارة متواجد في رصيدنا منذ زمن بعيد وإنما نأمل في أجيال مبدعة تكون ضمن صناع حضارة المستقبل.
د, معوض خليل الحداد
كلية المعلمين بالرس

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved