الجنرال ويرانتو هل هو ضحية,, أم نتيجة منطقية وطبيعية لانحسار حكم العسكر في إندونيسيا,,؟!!
وقضية الجنرال ويرانتو,, قضية شائكة كاللعبة التي تلعب الآن مع اندونيسيا، فالأحداث التي سبقت الاطاحة بالجنرال سوهارتو ثم سلخ اقليم تيمور الشرقية في عهد الرئيس يوسف حبيبي، وما جرى بعد ذلك من محاولات لإثارة الفتنة في اقاليم اندونيسية اخرى يراد لها ان تكرر لعبة الانفصال التي تمت في تيمور الشرقية وبنفس العناصر، حيث حاولت نفس الطائفة الدينية في جزر الملوك القيام بنفس الأعمال التي دفعت القوى الاجنبية الى التدخل في الشؤون الداخلية الاندونيسية وضغطت اقتصاديا وعسكريا وسياسيا حتى رضخت اكبر دولة اسلامية للارادة الاجنبية وقبلت بانفصال تيمور الشرقية، ولأن العملية متواصلة، ومخطط تفتيت اندونيسيا متواصل ولأن الجيش الاندونيسي ورغم كل ما يقال عنه انه أداة للحكام، وانه شرس في تعامله مع افراد الشعب الا ان القوى الاجنبية تعلم ان السياج الذي يحمي اندونيسيا من التفتيت هو الجيش.
ولأن الجيش الاندونيسي مثله مثل اي جيش في العالم قوي بقادته وكبار ضباطه، فقد جرى التركيز وقبل ازاحة سوهارتو على تصوير جنرالات جيش اندونيسيا بأنهم الحكام السياسيون من خلف الستار لاندونيسيا وانهم هم المسؤولون عن الاوضاع السياسية السيئة في عهد سوهارتو، وبهذا الاسلوب جرى ابعاد الجنرال ويرانتو عن قيادة الجيش الاندونيسي ورئاسة هيئة الاركان واعطاؤه وزارة لها شقان سياسي وامني ولأن الجنرال يمثل قوة عسكرية وسياسية يعلم اعداء اندونيسيا انه من الصعب ازاحتها بسهولة فقد جرى تقليص نفوذه قطعة,, قطعة، فبعد ازاحته عن قيادة الجيش، تم تعليق عضويته في الحكومة الاندونيسية وابعاده عن وزارة الامن والسياسة والتحقيق معه بعد مزاعم عن مسؤوليته عن التجاوزات التي شهدها اقليم تيمور الشرقية قبل انفصاله عن اندونيسيا.
وهكذا تم ابعاد جنرال اندونيسيا القوي من قبل القوى الاجنبية التي عزمت على تفتيت اكبر دولة إسلامية ضمن سياق محاربتها ومواجهتها لأي قوى إسلامية,,!! وقدر الجنرال انه كان في الواجهة كرمز للقوة العسكرية الاندونيسية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com