تحقيق: سارة الأزوري
كثيراً مانسمع عن المؤسسات الاجتماعية مثل الاربطة والاوقاف والدور الاجتماعية الا ان البعض يجهل الكثير من المهام التي تقوم بها.
ولو حاولنا أن نصف الجهود التي تبذلها تلك المؤسسات التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية من رعاية شاملة من الناحية الاجتماعية والنفسية والطبية لمن لاعائل لهم من المسنين وناقهي الامراض النفسية ممن لم يتمكنوا من تدبير شؤونهم بأنفسهم لوجدنا أنفسنا عاجزين عن إحاطة تلك الجهود بوصف.
ودار الرعاية الاجتماعية بالطائف التي أنشئت عام 1408ه والتي تضم 44 مسناً و34 مسنة لاتألو جهداً في الاهتمام بهؤلاء والحنو عليهم وتفهم ظروفهم متمثلاً ذلك في مدير الدار الاستاذ عبدالعزيز الغامدي والأخوات زهور احمد وامل الخماش وحصة سلمان الجعيد الذين بذلوا قصارى جهدهم في مساعدتنا اثناء لقائنا بالمقيمات بهدف مواساتهن وبخاصة في هذه السن لانهن بحاجة ماسة إلى من يهنئهن بالمناسبات السعيدة ولو بكلمة كل عام وانتن الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم لان هؤلاء المسنات يجدن التجاهل والجحود والعقوق ونكران الجميل من الابناء والاقارب اولاً، ومن المجتمع ثانياً, وقد اخذنا الحروف الاولى من الاسماء حسب رغبة الدار.
وقمنا بالتجول داخل دار الرعاية الاجتماعية والسؤال عمن لم يسأل عنهن واجرينا مع المقيمات الحوارات التالية:
في العيد,, لا أحد
*ن,ع,ف
تبلغ من العمر 51 سنة لها بدور الرعاية الاجتماعية 10 سنوات وتعاني من امراض الشيخوخة وشلل نصفي في الجانب الايسر,, لم تتزوج ولها من الاخوة اثنان ولظروفها المرضية احضرها احد اخوتها الى دار الرعاية الاجتماعية ورغم بعد المسافة وكبر سنه إلا أنه يقوم بزيارتها شهريا.
الدعاء
*ف,س ,ع
تبلغ من العمر 85سنة مقيمة بدار الرعاية منذ 10 سنوات تعاني من امراض الشيخوخة وضعف شديد بعضلات الاطراف السفلى ليس لها من الاقارب سوى ابن اخيها الذي احضرها الى هذه الدار وتعتب عليه لزياراته المتقطعة وتذكر أن ابنة زوجها تأتي لزيارتها كل 3-4 شهور ,, ومما يلفت الانتباه ان هذه المسنة صابرة محتسبة سمحة الخلقة والخلق ولايفتر لسانها من ذكر الله والدعاء.
يا الله
*م, ث, ح
تبلغ من العمر 60 سنة مقيمة بدار الرعاية الاجتماعية منذ 11 احدى عشرة سنة تعاني من امراض الشيخوخة وضعف شديد في العضلات السفلى, ظروفها المرضية هي التي دفعت بها الى الحضور والإقامة بدار الرعاية الاجتماعية لديها عدد من الاخوة وابنة واحدة لاتستطيع التوفيق بين رعايتها لابنائهاورعايتها لوالدتها المسنة وبصوت متهدج وعينين مملوءتين بالدموع تمنت من الله عز وجل ان يمنحها الصحة والعافية.
زيارة الجيران
*س, ك, ي
تبلغ من العمر 70 سنة مقيمة بدار الرعاية منذ 10شهور وفي السابق كانت تقيم في الرباط منذ ما يقارب 40 سنة وتعاني من شيخوخة وفقدان للبصر ارملة وليس لها اي اقارب اطلاقاً الا ان الجيران هم من يقومون بزيارتها بين الفينة والاخرى والود متبادل بينها وبينهم وتتميز بالبشاشة وكثرة الدعاء والتفاؤل وتذكر الاخصائية الاجتماعية أن آخر زيارة لاقاربها كانت منذ مايقارب 14 اربعة عشرة سنة.
لا أقارب,.
*س,ع,ز
تبلغ من العمر 90 سنة مقيمة بدار الرعاية منذ خمسة شهور تعاني من شيخوخة لايوجد لها اقارب سوى ابن زوجها الذي لم يأت لزيارتها منذ حضورها الى دار الرعاية حتى في فترة العيد لم يأت احد لزيارتها.
ابن العم,, أين هو؟
*غ,س,ج
تبلغ من العمر 65 سنة مقيمة بدار الرعاية منذ 8 شهور تعاني من شيخوخة ليس لها من الاقارب سوى ابن عم لها وابن زوجها وزيارتهما مستمرة وخاصة ابن زوجها وزوجته.
وفي العيد لايزورونها
*س,ع
تبلغ من العمر 61 سنة ولها بدار الرعاية 6 سنوات لم تتزوج لها اخوات يقمن بزيارتها بين فترة واخرى تتراوح ما بين 3 و4 شهور وفي فترة العيد لم يأت أحد لزيارتها.
أين أهلي؟!
*س,خ
تبلغ من العمر 96 سنة مقيمة بدار الرعاية الاجتماعية منذ ما يقارب 7 سنوات تعاني من شيخوخة واخر زيارة لها كانت في العام الماضي من قبل حفيدها,, ولك عزيزي القارىء ان تتصور حالتك النفسية عندما ينقطع اهلك عن زيارتك,, أليست حالتك هنا تدعو الى الرثاء؟!, وإذا كانت آخر زيارة في العام الماضي فهل تتوقع أن تكون هناك زيارة فترة العيد,,؟ بالطبع ستكون الاجابة ب: لا.
يا نقوة,, يانقوة,,!!
*م,م
تبلغ من العمر 87 سنة مقيمة بدار الرعاية منذ مايقارب 5 سنوات تعاني من شيخوخة وتيبس في عضلات القدم اليمنى ليس لها اقارب وقد احضرت الى الدار من قبل احد جماعتها وما يلفت النظر في حالة هذه المسنة انها تتصور جميع افراد أسرتها امامها تحدثهم ويحدثونها وهي دائمة النداء على اسم يتكرر على لسانها (يانقوة) وتذكر الاخصائية الاجتماعية انه اسم احدى اخواتها.
68سنة طفولة,,؟!
*ع,م
تبلغ من العمر 68سنة مقيمة بدار الرعاية الاجتماعية منذ اربع سنوات تعاني من شيخوخة وشلل رعاشي احضرت الى الدار من قبل إخوتها وزيارتهم لها ما بين 7-6 شهور وفي فترة العيد لم يأت احد لزيارتها,, وحالة هذه المسنة تدعو للرثاء لانها تبدو كطفلة لم تتجاوز عامها الرابع وهي في انتظار عناية ولطف ورحمة بها.
خفة ظل
*م,س,ع
تبلغ من العمر63 عاماً مقيمة بدار الرعاية منذ 6 سنوات تعاني من شيخوخة ليس لها ابناء احضرت الى دار الرعاية من قبل اخوتها وزيارتهم لها مستمرة لكن فترة العيد لم يأت أحد لزيارتها وتتسم هذه المسنة بالطرافة وخف الظل وممازحتها للمشرفة المرافقة لي.
زارها أهلها
*ع, ر, ح
تبلغ من العمر 66 سنة تعاني من بعض الاضطرابات مقيمة بدار الرعاية منذ مايقارب 6 سنوات لا أحد يقوم بزيارتها الا فيما ندر وفي فترة العيد قام اهلها بزيارتها وهذه من الحالات النادرة التي يقوم الاهل فيها بالزيارة فترة العيد.
وابل من القبلات
*ش,س,ب
تبلغ من العمر 56 سنة لكن مظهرها الخارجي لا يوحي بانها بلغت هذه السن تبتسم لكل من ينظر إليها مقيمة بدار الرعاية منذ الصغر حيث تعاني من شلل رعاشي بالاطراف العليا وضمور في بعض الاطراف لا احد يقوم بزيارتها إطلاقاً,, احضرها الى الدار والدها,, لم يأت أحد لزيارتها فترة العيد,, وعندما ارتسمت علامات الأسى على ملامحها وعدتها بالزيارة مرة أخرى لأفاجأ بها تمطرني بوابل من القبلات,.
لماذا هذه القسوة؟!
*ز,ع,س
تبلغ من العمر 49 سنة مقيمة بدار الرعاية منذ سنتين تعاني من انفصام في الشخصية لها عدد من الاخوة والاخوات وتعاني من قسوتهم وعدم زيارتهم لها عدا إحدى اخواتها وابن اختها حيث قاما بزيارتها فترة العيد بعد إلحاح من الاخصائية الاجتماعية وهي بصحة جيدة كما تبدو هادئة ومبتسمة وحالتها النفسية تسوء عند قيام اهل النزيلات بزيارتهن,, ويدعي الأهل بأنها تعاني من سلوك عدواني إلا ان الاخصائية اكدت لي انها عكس مايدعي اهلها,, وفي تصوري ان اشد انواع الظلم ان تحجر حريتها وتحرم من نعمة البقاء وسط الجو العائلي.
أخي وأختي
*ع,ع,خ
تبلغ من العمر 56 سنة مقيمة في الدار منذ 4 اربع سنوات لها أخ واخت يأتيان لزيارتها شهرياً هادئة ووديعة ومبتسمة.
زوروني في السنة مرة,.
*ف, ع,ز
تبلغ من العمر 81 سنة مقيمة بدار الرعاية الاجتماعية منذ سنة واحدة وتعاني من امراض الشيخوخة, وعندما سألتها من الذي أحضرها الى الدار ذكرت بأن الله ثم البخت واخذت تبكي ثم ذكرت لها ان الاخوات هنا يهتممن بها ويحببنها,, فلماذا البكاء,,؟
قالت بنفس منكسرة ماذا افعل لا ام ولا أخت ولا أخ يجبروني, لا أحد يزورني إطلاقاً .
لاتزوروني ,, أرجوكم,.
*ح,أ,غ
تبلغ من العمر83سنة مقيمة بدار الرعاية منذ 5 خمس سنوات تعاني من امراض الشيخوخة احضرها الى دار الرعاية الاجتماعية احد جماعتها تتميز بحاسة قوية حيث تستيقظ في أوقات الصلاة ولا يفوتها اي فرض وتتسم بالطرافة وخفة الظل وعن زيارات الاقارب لها هي التي لا تريد أن يزورها أحد وقد شددت في هذا الموضوع,, وحملتني امانة ان اكتب هذا الامر بأنها لا تريد زيارة احد لها, وتشعر بالراحة بدار الرعاية الاجتماعية وتذكر بأنهم هم اقاربها الحقيقيون.
لطفك يارب,.
*م,م,ق
تبلغ من العمر 45 سنة مقيمة بدار الرعاية منذ 4 سنوات تعاني من روماتيزم في اليدين والرجلين لا احد يقوم برعايتها ووالدتها تعاني من مرض القلب واختها تعاني من مرض السل ووالدتها مقيمة بمستشفى الصحة النفسية واخوتها ظروفهم صعبة تذكر بان زيارتهم لها مستمرة لكن الاخصائية الاجتماعية تذكر بانها هي التي تسأل عنهم وتحثهم على زيارتها.
تحفظ القرآن الكريم
*م,ن,ت
تبلغ من العمر100 سنة ولها فترة طويلة بدار الرعاية لاتدرك إطلاقاً لكنها تحفظ القرآن الكريم كاملاً,, وبالرغم من انها ترزح تحت غيبوبة كاملة لكنها تقرأ كثيراً من آيات القرآن تلاوة صحيحة,, وأحضرها إلى دار الرعاية شقيق زوجها لكن زيارات الاقارب لها منقطعة نهائياً,, وقد كلفوا الاخصائية الاجتماعية الاتصال بهم وإبلاغهم في حالة وفاتها.
بين الحياة والموت
هذه بعض الحالات وهناك مهجع كامل جميع من فيه ليسوا أحياء ولا امواتاً ولا احد يقوم بزيارتهم إطلاقاً.
80 عاماً,, ما أثقلها,,!
*م,ع,ش
تبلغ من العمر 80 سنة لم تكمل الشهر في إقامتها بدار الرعاية الاجتماعية تعاني من كسر وشلل حولت الى دار الرعاية الاجتماعية من قبل مستشفى الملك فيصل بالطائف لها اخت تكبرها سناً وهي دائمة الزيارة لها وقد كانت ترعاها احدى الاسر نظير مبلغ من المال متجاوبة مع اخصائية العلاج الطبيعي مبتسمة وراضية بقضاء الله وقدره.
لا أحد إطلاقاً,,!!
*م,م,س
تبلغ من العمر 75سنة مقيمة بدار الرعاية الاجتماعية منذ 4 سنوات تعاني من شيخوخة ادخلت الى الدار من قبل ابن اخيها لا احد يقوم بزيارتها إطلاقاً حتى في فترة العيد.
النحيب,.
*غ,د,م
تبلغ من العمر 60 عاماً مقيمة بالدار منذ 10 شهور تعاني من فقدان للبصر وحالة نفسية وفقدان للنطق اهلها في زيارة مستمرة لها,, لكن بعد انصرافهم تصاب بحالة نحيب تستمر معها الى اليوم التالي لانها لا ترغب في فراقهم عنها,.
حتى في العيد,.
*ذ,م
تبلغ من العمر 74 عاماً مقيمة بدار الرعاية منذ 7 سنوات تعاني من شيخوخة وزيارة الاهل لها متقطعة ولم يقم احد بزيارتها فترة العيد.
مديرة,, ولكن,.
*ف,س
تبلغ من العمر 35 سنة تعاني من حالة نفسية مقيمة بالدار منذ 15 خمس عشرة سنة زيارة الاهل لها مستمرة,, حينما تتحدث معها تجد أنها إنسانة حالمة تريد ان تعيش حياتها مثل قريناتها تحلم بالاطفال والحياة الاسرية المستقرة حتى يساورك الشك بأنها تعاني من حالة نفسية مطيعة وخدومة وهي اول من استقبلني حيث ادعت أنها مديرة الدار ولم يساورني ادنى شك في ذلك,, لانها استقبلتني بالترحاب وحلاوة الحديث.
ساعدونا نفسياً
وقد تحدثت الاخصائية الاجتماعية بالدار حصة سلمان الجعيد عن الانشطة التي تقوم بها الدار حيث ذكرت ان هناك انشطة اسبوعية داخل الدار أو خارجها حيث تقدم بعض الجهات التذاكر مجاناً مثل الحدائق والمنتزهات والفنادق.
كما اشارت الاخصائية الاجتماعية بالدار الاخت امل الخماش إلى ان العديد من المنازل لاتخلو من مسن او مسنة وهم الذين يزدان بهم المكان لانهم هم الخير والبركة وهم اساس وجودنا,, لذا على المجتمع أن يهتم بهم ويشعرهم بمكانتهم واهميتهم وعدم تهميشهم وبخاصة في المناسبات,, وبامتعاض شديد ذكرت ان المجتمع لم يشعر بهم خلال المناسبات كما اوضحت ان الدار ترفض المساعدات المالية لكنها تحتاج الى المساعدات النفسية وتدعو الجميع من الابناء والاقارب والاسر لزيارة هؤلاء المسنات,, وترحب بكل اقتراح أو فكرة تسهم في الترفيه عنهم وإدخال البهجة والسرور الى نفوسهم.