يتفق الكثيرون على أن الفريق الأهلاوي هو الأفضل تنظيما والأكثر تكاملا بين فرقنا هذا الموسم وهو ما جعل معظم ترشيحات الفوز في لقاء اليوم تذهب لصالحه وترجح كفته لا سيما وأنه سيقابل فريقا عانى كثيرا هذا الموسم وفقد توازنه ومعه فقد هيبته الفنية التي صنعت له البطولات والتاريخ والزعامة وقدمته كأنموذج ولا أروع لفريق الإمتاع والإبداع بما يضمه من المواهب والنجوم!!
فالفريق الهلالي عانى من تعدد المدربين!!
وعانى من التفريط مع لاعبيه الأجانب الأمر الذي حرم الأزرق من خدماتهم التي هو في أمس الحاجة لها اسوة ببقية الفرق!!!
والهلال عانى أيضا من نجومية نجومه الذين خسرهم فنيا وخسر إمكاناتهم العالية بعد ان غابت عنهم روح هلال صالح النعيمة ورفاقه!!
والإصابات زادت من معاناة الفريق وأرهقته فوق إرهاقه من تعاقب المشاركات!!
والهلال لكل ذلك خسر جماهيره التي قاطعت مبارياته فلم يعد هناك ما يدفعها للحضور!!
فريق المعاناة هذا يدخل مباراة اليوم بسلاح تاريخ مبارياته مع الأهلي بكل ما تحمله صفحاته من شهادات السيطرة الهلالية على معظم نتائج مباريات الفريقين الهامة والحاسمة وهو نفس السلاح الذي ربما وفر للأزرق حضورا جماهيريا قياسيا الليلة سيشكل الخطر الوحيد الذي يمكن أن يهدد التفوق الأهلاوي في مباراة القمة حيث تشهد مباريات الفريقين إقبالا جماهيريا هلاليا نتيجة الثقة بقدرة فريقهم على تجاوز الأهلي وهو في قمة حضوره الفني حتى ولو كان فريقهم بعيدا عن مستواه!!
والهلاليون مع كل لقاء يجمعهم بالأهلي يتذكرون بتفاؤل كبير نهائي الأربعة الشهير الذي سقطت فيه كل الترشيحات والفوارق الفنية التي كانت لصالح الفريق الأهلاوي,, وقتها تفنن الهلاليون في التسجيل حتى فهد المصيبيح الذي كان يمرر بمثالية ويستحي من هز الشباك سجل من خارج منطقة الجزاء!!
هذه الوضعية لمباريات الفريقين أقلقت الأهلاويين وهذا القلق أفرز توترا كثيرا ما انعكس على مستوى أداء أفراد الفريق فصارت لقاءات الفريقين في السنوات الأخيرة تجري وسط شحن نفسي مبالغ فيه وتسيطر عليها أجواء مكهربة أفسدتها وشوهت جمالها وحرمت نجوم الفريقين من تقديم عرض فني يليق بهم وبسمعة فريقيهما!!
والهلاليون في هذا الجانب أكثر هدوءا وهم لذلك الأكثر قدرة على استثمار مثل تلك الأجواء في الوقت الذي يتأزم فيه الموقف الأهلاوي خاصة عندما تجرى المباراة أمام الجمهور الهلالي الذي كثيرا ما ساهم في إلغاء فعالية بعض نجوم الفريق الأهلاوي سريعي الاشتعال وفي مقدمتهم حسين عبدالغني!!
واليوم سنعيش لقاء جديدا يدخله الأهلي بكامل جاهزيته الفنية ووسط الأداء السهل الممتنع الذي وفر للفريق الأهلاوي المتعة والقوة الإيجابية ساهم في ذلك التوزيع المثالي لمراكز القوة حيث يبرز في خط الدفاع عبدالله سليمان وحسين عبدالغني وتجد القهوجي ومسعد والسويد في خط الوسط وأمامهم ثنائي الهجوم الفعال الكاتو والمشعل يقابله الهلال بدفاع أعرج نتيجة اجتهادات لطف في الظهير الأيسر ووسط تحكمه ظروف مشاركة الثنيان ومزاجية التمياط وخط مقدمة يعيش على أمل أن يعود سامي الجابر كما كان لاعب الحسم في النهائيات!!
ولأن الحدث الليلة كبير والمناسبة غالية وتاريخية فصورة قطبي القمة لابد وأن تكون في مستوى طموحات جماهيرهما,, فالأهلي سيعمل على تأكيد تفوقه ويعطي بما يتناسب مع ما تشهده خطوطه من تكامل وما تزخر به من النجوم أملا في إحداث نقلة نوعية في مجرى تاريخ لقاءاته بالهلال الذي يتطلع عشاقه لأن يتغلب على ظروفه ليعود فريق المناسبات الكبيرة ويشارك الفريق الأهلاوي في إخراج مباراة تكون في مستوى الحدث يرتقي بها المستوى الفني وتزينها الروح الرياضية العالية,ولأننا نريد أن نستمتع بالحدث التاريخي نرجو ان يوفق طاقم التحكيم في القيام بمهمته على أكمل وجه ليتيح الفرصة لنجوم الفريقين للتفرغ للأداء الفني الراقي وتقديم المتعة الكروية لجماهيرنا الرياضية.
أحمد الرشيد