(2)
لو أني أملك بساط الريح، أو جناح الهواء، أو نفاذ الصوت، لما وجدتني أحطُّ إلا عند هيلين اكسلي فقط كي أسائلها: كيف اقتحمتِ عليَّ أخيلتي، واخترقتِ حجب تفكيري، وحللتِ في خاطري، بل وتسلَّلتِ بهدوء إلى أوراقي، واقتبستِ فكرتي، وطريقتي، بل نهجي وأسلوبي؟,,, وهي ليست المرة الأولى التي أجدها تفعل معي هذا,,, فمجموعة الكتب التي صدَّرَتها بغرض أن تستخدم كهدايا,,, لا تختلف عن تلك البطاقات التي تزينت بعبارات جذابة، تحاكي الأفكار والمشاعر والمواقف والانفعالات المختلفة عند الإنسان بهدف استخدامها في مناسباته الخاصة,,, التي صدَّرَتها أيضاً عن دارها,.
هي ذكية ليس لأنها تحاكي على امتداد الأرض الآخر في الإنسان,,,، وإنما لأنها إنسان,,, وهذا وحده يبرر لي أن ألج إلى دخيلة كتبها، وأقتطف لكم باقات من بساتينها، ففي الكتاب المصغّر بعنوان: (شكراً لكل الأشياء الصغيرة) جاء:
شكراً لكل الناس في العالم، الذين يضيفون نسبة عشرة من المائة إلى لطفهم الذي يحتاجون أن يكونوا عليه, بما يجعل العالم متلاحماً بالفعل هيلين اكسلي .
,,, بالتأكيد، هناك شيء ما أكثر تأثيراً في القاموس عن أن يكون معجزاً: شكراً وحدها لاتكفي لأن أعبر عن مدى شعوري نحوك، لما قدمته لي من دعم مارجريت تومسون .
,,, ربما لن يستطيع المرء أن يفي عرفانا بالجميل، ولكنه فقط يمكنه أن يفي باللطف في موقف آخر في الحياة آن مورو
,,, أشكرك لأنك جعلتني أشعر بالتقدير، والعناية، والأهمية,,, فماذا يمكنني أن أطلب أكثر؟ هيلين تومسون
,,, إلى أي مدى يمكن لتلك الشمعة الصغيرة أن تصمد من خلال إشعاعها؟,, كي تُضفي على الموت الأضواءَ في هذا العالم المظلم؟ وليم شكسبير .
,,, لن أكون وحدي أبداً، ولن أنطوي طالما أنك هنا لتساعدني، أنت الهبة، وأعظم أهمية لي مارجريت تومسون .
,,, لا مشكلة حيث نكون، لأننا سنجد الأصدقاء الذين يعبُرون إلينا من خلال جيرتهم , ستيفن بيتر .
,,, عندما تحتاج أن تسأل عن أصدقاء، فلن يكون غداً جورج هيربرت .
,,, إنها الصداقة، عندما يكون بمقدورك أن تستدعيهم الساعة الرابعة فجراً,,, تلك هي القضية مادلين ديترش .
,,, لتسقط، إنه تخطيطك وحدك، لتنهض يحتاج الأمر إلى أيدي الأصدقاء يدش بروفرب .
,,, لاتتوقع أنني أجهل كم تواجه من صعوبة أحياناً,,, ذلك يجعل امتناني أعمق بام برون .
,,, الصديق هو الذي يأتي حين يذهب كل من في العالم ألبن جودير .
,,, أحب دوماً أن أكون لطيفاً، ومهذباً معك، وأن أدعمك بمثل ما تفعل معي ماريون جريتي .
,,, علمتني كيف تكون المشاعر لتعطي، ذلك أعظم هدية رائعة للحياة ماريون جريتي .
,,, يذكّرنا العبير في اليد دائماً بعطاء الوردة هيدا بيجار .
,,, شكراً لجعلي أضحك، حيث غالباً أنسى كيف أفعل بام برون .
,,, سيكون هناك وقت في الحياة حين نحتاج للأصدقاء بشدة من أجل أن نقف من جديد، فنكون مستعدين لفعل أي شيء، أو الذهاب إلى أي مكان,, شكراً لتحقيق ذلك,,, على الأقل ذلك بام برون .
*** وأقول: ألا يحق لنا بعد المرور بما قال الإنسان في شخوص المفكرين أن نطمئن إلى أن الحياة لا تَعدم وجود ذوي المشاعر الجميلة,,, والتفاعل الحي اليقظ؟,,,
وألا يحق لنا أن نتساءل: هل فكّر أحدنا أن يسجل عبارة لصديقه كانت ثمرة لموقف في الحياة,,, أو للحياة كانت ثمرة لموقف مع أبنائها؟ أو لكلِّ ما يحيط بالإنسان وهو جزء من واقعه؟,,, هل,,, فكر,,, وجعل القلم الجسر بينه وبين الآخر؟ إنه إن فعل وأكد ذلك,,, فهو الإنسان في زمن الحاجة إلى الإنسان أما إن أنكر على ذاته فعلاً مماثلاً فإنه بالتأكيد يحتاج إلى بناء نفسي جديد,,, ولن يعدم وجود من يقوده إلى تحقيق ذلك,,.
<<< أما وإني قد أحتجت إلى الاستشهاد بما سبق، فلأنني أؤمن بالتعامل الجسري بين الواحد والآخر، وبينهما والأكثر فالأكثر,,.
ولأنه المادة الفاعلة,,, العاملة,,, المتفاعلة مع الحياة ومن فيها وما فيها,,.
فإنها بحاجة إلى التقاط الفكرة القريبة، بالكلمة الصادقة الموجزة، نحو المعنى الذي يسري فيؤثر,,, ومن ثم يُغيّر وجهاً من أوجه الحياة,,, نحو إشراقة ضوء الشموع، أو إشراقة يد الصديق، أو إشراقة لطف الجار، أو إشراقة أرض يافعة بالخضار، أو شجر مليء بالثمار,,,
فاهنأوا,,, و اشحذوا همم قوافلكم، ووجهوا أشرعة مراكبكم,,, وامنحوا,,, كي تحيوا حياة طيبة,,, وسعادة لا تغادركم أبداً.
|