مرّ اليوم الثالث عشر من شباط فبراير ليضيف نقضا آخر لعهود اليهود المعتادة، فهذا اليوم الذي رحل والذي كان وحسب الاتفاقية التنفيذية التي وقّعها يهودا باراك ووضع بنودها بنفسه تحت ضمانات الرئيسين كلينتون ومبارك والملك عبدالله بن الحسين.
نقول هذا اليوم الذي ودعناه امس كان يفترض ان تنسحب في تاريخه القوات الاسرائيلية من 6,1% من الاراضي التي تحتلها اسرائيل في الضفة الغربية، الا ان الاسرائيليين، وضعوا خرائط بمفردهم، واختاروا اراضي خارج المدن ليس فيها تواجد للفلسطينيين مبعدين الاراضي التي كان الفلسطينيون يطمحون بالحصول عليها حيث الكثافة السكانية للفلسطينيين، وبالذات في القرية المحاذية للقدس، قرية ابو ديس, وبكل بساطة رفض الاسرائيليون تنفيذ إعادة الانتشار كنوع من فرض الامر الواقع على الفلسطينيين، فإما أن يقبل الفلسطينيون بما يقدمه الاسرائيليون والا لن ينسحبوا من الاراضي التي اتفقوا على إعادة الانتشار فيها.
ويلخص د, نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني المشكلة بالقول ان الأزمة لا تقتصر على إعادة الانتشار من 6,1 في المائة من اراضي الضفة الغربية او اماكن الانسحاب الاسرائيلي، بل هي اعمق واخطر من ذلك لانها تشمل كل عملية السلام .
ويضيف شعث في حديث للاذاعة الفلسطينية ان عملية السلام بدأت عندما وافقنا على ان يكون القرار 242 هو مرجعية العملية السلمية، والآن وصلنا الى ان اسرائيل تريد 45 في المائة من مساحة الضفة الغربية ونحن مازلنا نفاوض على ذلك شبرا شبرا فكيف يمكن تحقيق تقدم في اتفاقيات السلام واسرائيل لا تلتزم بها اصلا ولا ببنودها الانتقالية او النهائية .
ويؤكد شعث ان اسرائيل لا تريد تنفيذ عملية السلام، وهذا هو نص الرسالة التي بعث بها الرئيس عرفات للرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البرتغالي بوصفه رئيساً للاتحاد الاوروبي ولكافة دول العالم.
نريد الآن تصحيح المسار التفاوضي, وهذا يتطلب ردا من باراك على أسئلتنا، فلا يكفي ان تستمر بهذه العملية دون اجابات على اسئلة كبيرة مثل هذا النوع .
إذن ماذا سيفعل الفلسطينيون لمواجهة هذا التعنت والتدمير المقصود لعملية السلام الذي يمارسه باراك بصورة وبأسلوب أبشع من سلفه نتنياهو.
في اعتقادي الشخصي وعلى ضوء ما سمعته شخصياً من الرئيس ياسر عرفات قبل اسبوعين بالضبط في مكتبه بغزة وهو يتحدث عن مراوغات باراك بأن الفلسطينيين سيقدمون على اتخاذ قرارات مصيرية ستفرض مواجهة جادة مع حكومة باراك فإما أن ينفذ الاسرائيليون الالتزامات التي تنص عليها الاتفاقات التي وقّعوها مع السلطة الفلسطينية، وإما العودة للمواجهة التي يمتلك الفلسطينيون خيارات عديدة تجعل باراك يندم على كل مراوغاته.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com