كل مجتمع يروم لنفسه الرفعة لابد ان يعطي كل عنايته ورعايته للأجيال المقبلة فهم الذين سيقودون المجتمع مستقبلا اما إلى تقدمه ورفعته وإما لا قدر الله إلى تأخره ولأن الثقافة هي احدى الطرق لتهذيب سلوك المرء فإنه وجب على المجتمع بكل مؤسساته التعليمية والتربوية والاسرة كذلك الاهتمام بموضوع الثقافة ثقافة الابناء ثقافة الاجيال القادمة.
ان الاسرة اليوم تستطيع ان تلعب دوراً تكميلياً ومتمماً لدور المدرسة في تثقيف ابنائها وكل شاب اليوم التصق مثلي بالقراءة والكتاب وعشق الثقافة لابد له ان يدرك ان لأسرته كان الفضل بعد الله في هذا الجانب المعرفي من حياته فدور الاسرة لا يقتصر فقط على توفير الطعام والشراب والكساء كما يظن البعض هذا ولكن لاشك انني (وكثيرون مثلي) اؤمن بالفضل لوالدي حفظه الله حينما أشرك ابناءه البنين والبنات على حد سواء في الاطلاع على كل ما يقتنيه من كتب وصحف ومجلات بل انه كانه يحضر لنا القصص التي كانت تصدر من مصر والكويت والإمارات ويوفرها لنا حتى تشربنا الثقافة وحب القراءة من مكتبته التي حوت أنفس الكتب وأندرها فباتت دنيانا التي نسيح فيها وبحرنا الذي نغوص في أعماقه ونما فينا ذلك الشعور بالعشق الثقافي فأصبحنا نتبارى معه على جمع الكتب وقراءتها وهذا مثل حي أسوقه لكم ليوضح لكم ان الاسرة يعول عليها دور تربوي تثقيفي غفل عنه الكثيرون وأهملوه واشتغلوا بالماديات والمظاهر فعموا وأعموا.
لقد بلور لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معنى التعامل مع الابناء بقوله: رحم الله والداً أعان ولده على بره ولو تحققتم في هذا القول النبوي لأدركتم أن بر الابناء بالآباء يمر عبر العقول التي أنارتها المعرفة والثقافة فعرف الابناء معنى الابوة وواجب الابناء نحوهم وأذكر في هذا قولا للمفكر (روسو) يقول ثقافة المرء هي التي تحدد سلوكه,, فالثقافة تتفقون معي بأنها ترقى بفكر المرء وأدبه ومسلكه بفضل ما تطرحه الكتب والقراءة المتعمقة من أفكار ومعان سامية.
ان كثيراً من القيم والمهارات والآداب وكسب وقت الفراغ وأسس التربية والكثير من الخبرات لا يكتسبها الطفل إلا من خلال كتاب وعندما يعرف ماذا يقرأ ولمن يقرأ ولماذا هو يقرأ؟ فإنه بمقدوره أن يتكيف مع مجتمعه بشكل سليم (أما فاقد الشيء فلا يعطيه) وبلادنا ولله الحمد تنعم بانتشار المكتبات العامة التي وفرت الدولة فيها أنفس الكتب ولا تخلو كل مدرسة من مكتبه وان كانت مكتبات المدارس لم تفعل بشكلها الحالي الدور المعول عليها والمطلوب منها لعدم وجود امين مكتبة متفرغ وواع بل انها أصبحت تعطى للمدرسين الذين يرغبون في الراحة من عناء الحصص اما هجران الشباب للكتاب والمكتبة فاسمعوا انين الكتب وحنين الرفوف إنني أتمنى ان تقام معارض للكتب وقصص الاطفال اسوة بمعارض كتب الكبار وفي هذا التخصيص دعوة للاطفال وأولياء امورهم قد تدفعهم إلى زيارتها وشراء ما يمكنهم امتلاكه من كتب وقصص مع تنظيم زيارات لتلاميذ مدارس المنطقة لتلك المعارض.
محمد إبراهيم محمد فايع
خميس مشيط