عزيزتي الجزيرة
تحية عطرة وبعد:
المملكة أصبحت دولة عصرية تزهو بما حققته من حضارة معاصرة، فدعم مملكتنا الحبيبة للعلم والتعليم ينصب في بوتقة شاملة لدعمها البناء لكافة المجالات الأخرى فالكل يعلم أننا نعيش الآن مرحلة نهوض التعليم في المملكة وحقيقة نسعد جميعا بهذا التواصل ونحتفي ايضا بهذا النهوض,, فالمدارس تنتشر في كل مدينة وقرية وهجرة والاموال الطائلة تبذل من اجل الطلاب والطالبات,, ولكن اكثر الناس يعتقدون ان دورهم ينتهي بمجرد ارسال اطفالهم للمدرسة وتسجيلهم فيها وكأن المطلوب اوراق رسمية فقط للتسجيل ومن ثم ينتهي دور هذا الأب وكما ينتهي ايضا دور الام وللأسف ان هذه الحقيقة التي يعيشها مجتمعنا حقيقة مرة مضرة بالطلاب والطالبات، حيث يكون هناك انفصال بين البيت والمدرسة ومن ثم تحمل المدرسة العبء الثقيل ان أخفق الطالب,, او اهمل,, او تعثر في دراسته وكأن المدرسة هي المسؤولة الاولى عن الطالب.
لقد تناسى اهل الطالب ان لهم ايضا يدا في ذلك فهم مشاركون للمدرسة في كل شيء، فالبيت والمدرسة وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما مطلقا فالمنزل مكمل للمدرسة والمدرسة مكملة للمنزل وهكذا.
واذا اردنا ان يتفوق طلابنا فلابد من ايجاد الحلقة المفقودة بين البيت والمدرسة وتكمن هذه الحلقة فيما يلي:
اولا: ادراك المعلمين لمهامهم ومسؤولياتهم داخل المدرسة والتي لا تنحصر في تلقين المعلومات بأسلوب الحفظ عن ظهر قلب وانما يجب ان يشعر ولي امر الطالب بين فينة وأخرى بمستوى ابنه او ابنته وتحديد اجتماع مع ولي امره من اجل رفع مستوى الطالب ومعرفة القصور ومعالجته.
ثانيا: المعلم والمعلمة دورهما كبير فهما يغرسان اشجاراً كثيرة اوراقها الجمال والحياء وغصونها الاخلاق والفضيلة ولابد لهذه الاشجار من عناية فائقة وإلا ذبلت وماتت ولن تكون تلك العناية الا بمشاركة البيت مع المدرسة فيد واحدة لا تصفق فمتى ما تعاونا اي البيت والمدرسة اثمرت الجهود المرجوة من ذلك فالطالب مثل البذرة الصغيرة عند غرسها تحتاج الى عناية حتى تكبر وتصبح شجرة كبيرة تضيء بفيئها وظلها على من حولها والا ذبلت وانتهت في مهدها.
ثالثا: اذا كان في المدرسة مشرف تربوي فان العبء يقع على عاتقه حيث يجب اشعار ولي الامر بضعف ابنه وتقصيره وارسال الاشعارات التي تدل على التدني واذا لم نستجب لهذا الاب فواجب المشرف التربوي ان يعيد الكرة مرة اخرى ولا ييأس من هذا الولي فربما يستجيب ويحضر.
فالمشرف التربوي له اسلوبه المؤثر حيث انه قد درس وتعلم قبل تخرجه الاساليب التي يمكن بها معالجة امثال هذه المواقف والتي يحدث منها تعنت وقصور من الاولياء والا اذا ما الفائدة من الدراسة والتطبيق وليتذكر مشرفنا قول افلاطون (أهم شيء لاغنى للانسان عنه هو ان يعرف كيف يفيد من المعرفة التي حصلها).
فمحاولة استدعاء ولي الأمر مرارا تكرارا فيه مصلحة للطالب وقد ينتشل الطالب مما هو فيه ويعدل مساره الى الافضل.
اما اذا لم يكن في المدرسة مشرف تربوي فدور المعلم الذي يلقى على عاتقه الاشراف كبير جدا حيث يجب ان يقرأ كثيرا في امور الاشراف حتى يتسني له معالجة قصور الطلاب ومن ثم الاجتماع بالاولياء واطلاعهم على سير ابنائهم فالقراءة في مثل تلك الامور تنمي موهبة هذا المعلم وتساعده وصدق (ارثر غوردون) حين قال (كلما ازدادت قراءتك تبين لك كم هي قليلة معرفتك).
رابعا: على ولي الامر واجب ايضا فليدقق النظر وليرجع البصر وليطلع على مستوى ابنه ويتابعه ويسأل عنه ولا يغط في سبات عميق ومن ثم يصحو على نتيجة مؤلمة وخاتمة محزنة فيتفاجأ بعد ذلك باشعار الضعف وقد امتلأ بالمواد من كل فرع فيندم وحينها لا ينفع الندم.
فواجبه ان يكون ديمقراطيا يدفع ابنه الى الامام ويقف معه ويشجعه ويحضر مجالس الآباء ويناقش هذا المعلم ويستفسر من الآخر, ويتحدث مع الثالث وهكذا فيصبح كالنحلة الدؤوب يتعهد كل شيء بنفسه ويتابع خطوات ابنه وحينها سيجد النتيجة المرضية بل التفوق المستمر الذي يطمح اليه, واخيرا: يجب ألا ننسى ان مبدأ الشورى حثنا عليه ديننا الحنيف فقال تعالى وشاورهم في الأمر فالاعتماد على مبدأ الشورى يحقق جوا مناسبا لنمو العلاقات الانسانية بين البيت والمدرسة فيتحقق التعاون المثمر (فالكل راع والكل مسؤول عن رعيته) حينها سيبقى التعليم لدينا شامخا شموخ الجبال ساطعا كشمس الربيع المشرقة,, فليس هناك امر مستحيل فالفرق بين المستحيل والممكن يكمن في تصميم المراد , فها انا اشعر بحلاوة الامل منبعثة من رائحة المداد لتروي ظمأ الحياة فلا يأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس , ولدوحتنا العزيزة خالص تقديري
طيف أحمد
الوشم/ ثرمداء