عزيزتي الجزيرة
مَن للمبدعات الشابات؟؟ عنوان مقال الكاتبة ناهد سعيد باشطح,, العدد الصادر يوم الاربعاء 19 من شوال 1420ه.
الأخت ناهد تطرقت لمعاناة الفتيات الموهوبات، إذ ذكرت أنهن يواجهن مصاعب عدة في عالم الأضواء المليء بالألغام حيث تواجه الفتاة صنوفاً من الغيرة المرضية,.
لقد استهواني شغفا أن أقف قليلا حول بعض ما اشارت إليه الكاتبة الذي من مجمله أهمية توجيه الشابات المبتدئات ومنحهن فرص النجاح وأن على التي ذاقت طعم النجاح وجلست على كرسي القمة ردحا من الزمن ان تقتنع بأن الزمن لا يقف وأن النجوم مهما لمعت لابد أن تختفي والانسان يأخذ نصيبه من الأضواء,, يأتي الآخرون بروح مختلفة فيأخذون نصيبهم ويأتي بعدهم آخرون وهكذا,,!
أمم الأرض كلها تحتفي بالموهوبات من بناتها,, ولكن أين هن من هذه الساحات,,؟ لِمَ هن قلة؟!!
كل شابة ترغب في أن تثبت ذاتها لتقول هأنذي انتظروني فأنا أمتلك القدرات الابداعية والمواهب الفنية و,,,, و,,,.
إن المرأة الآن لم تعد كالسابق فهي الآن امرأة متعلمة مثقفة تخطو خطوات واسعة لدخول حياة عملية مختلفة الميادين والاتجاهات,.
إن الأصل في الإنسان المميز الموهبة ثم الرغبة في التعبير عما يدور في الذات البشرية,, الفتاة عندما تشعر بموهبتها وتمارسها تتخيل وكأنها ترقى أعلى سلم الحس الروحي,, تحلم بالوصول لسحابات الأفق البعيدة المدى تحاول أن توجد نفسها من خلال موهبتها,.
غير أن هناك ما يقف حجرة عثرة أمام طموحها المتوهج,, ولتتضح الصورة أكثر,, أقول: ما موقف اسرة هذه الفتاة الموهوبة,,؟
ما هي ردة فعل أبيها أو زوجها او,,, أو,,, ولنفرض على سبيل المثال فتاة تميل الى الرسم تتوق للمشاركة بالمعارض الفنية واقتناء الكتب ومتابعة كل جديد في هذا المجال,, فكرت بالحصول على جهاز الحاسب الآلي والاشتراك بالانترنت,, أيتحقق لها ذلك رغم رفض اسرتها لعدم رضائهم عن هذه التقنية الجديدة؟
وأتساءل كما تساءلت الأخت ناهد بقولها: أي شيء يعادل أو يعوض انكسار قلب شابة تحلم بالنجاح في عالم الإبداع,,؟
لماذا تحارب المبدعة التي تحتاج إلى التوجيه والدعم والاحتواء فبدلاً من أن يكونوا هم أول المشجعين لها في تحقيق كل ما تصبو إليه من أهداف,, يكون العكس تماماً,,!
إن معاملة هذه الفتاة بعنف وعدم تحقيق أمانيها والاستهتار بموهبتها سيترك نتائج سلبية في تحطيم حلمها البدائي,, وأيضا شعورها بأنهم قد جرحوا احساسها,, فتعيش ممزقة الاحلام غارقة في هموم لا تعرف كيف تخرج منها,.
من النادر جداً أن تبرز هناك امرأة متخصصة في شيء ما,, فلو أحصيت المبدعات على مستوى جاد وحقيقي,, سنجد ان اعدادهن قليلة,, والسبب في ذلك هو أنها لم تمنح الفرصة الكافية لأن تبرز مواهبها رغم اقتناعها التام بتميز انتاجها,, وأخيرا،،
لن يتحقق نجاح هذه الفئة من المبدعات إلا بالتشجيع الدائم والمستمر فليس هناك حافز للمبدعات يدفعهن للوصول إلى فرص العمل الناجح إلا إذا فتحت الساحات أذرعتها لهن وأعطين الثقة ليحاولن حتى تحصد لهن الأيام ما يقدمنه عملاً ونجاحاً,, وانجازاً,,, والله ولي التوفيق.
بدرية القاسم
عنيزة