هذا الألق الفجري يُرسل بَحَّتَهُ تمرُّ على يفاعة الصباح فوق الحقول الخضراء، والأودية الريَّانة، والسهوب المكتنزة بالبهاء، والبراري المضطَّجعة فوق فسحة الامتداد، والصحاري المصاحبة لنشأة الجبال والروابي، كي تقول لها: كل صباحٍ وأنتِ مشرقة، وكل مساء وأنتِ مضيئة، وفي لحظات مابينها سعيدة ترفلين في بهاء الكون الذي لا ينام,,.
هذا الألق المسائي يُرسلها أيضاً إلى تلك المواقع كلها كي تؤكد صلته بها,,,، دون أن يكون بينه وبين الفجر إلا وميض الصبح,,.
ولقد أسفرت ذرات الضوء على مدى الحياة عن إنها المُعلِنة عن الوضوح، النَّاطقة بالنَّقاء، ذات الجلاء لكل مايخجل عن البوح,,.
وقفت ذرة ضوء فوق شفة الغروب فشهق ضحكاً، لكنَّ المساء قال له: اغفُ قليلاً كي تستكين، وحين تسللت ذرة الضوء إلى جوف المساء، نهض كي يرسل مع أنفاسه بدفء السكون.
هذه اللحظات في سكونها ويقظتها,,, هي لكم بذرات الضوء فيها تنثر فوق دروبكم صوت النور في يقظة الإحساس بكلِّ الذي يأتي منكم,,.
*** قالت فايزة محمد (17 عاماً الصف الثاني الثانوي) الدمام,, أرسل لكِ هذه الرسالة، ويسعدني أنني أتابع كتاباتك في الجزيرة بكل شغف لأنني استفدت كثيراً منها في حياتي الخاصة والعامة فلا تحرميني منها,,, أختي العزيزة اسمحي لي أن أناديك بهذا النداء لأنني أقدركِ وأحترمكِ كأختي الكبيرة فلا تبخلي عليَّ بأية نصيحة تفيدني في حياتي,,, ومع زحمة انشغالك آمل ألَّا تنسيني ولا تكون رسالتي هذه كالرسالة الأولى,,,/ أختك الصغيرة فايزة .
ويابنيتي الصغيرة فايزة أتعلمين أنك تزاملين ابني عمره ودراسته؟ فهلمِّي إليَّ,,, لتنضمِّي إلى كوكبة بناتي,,, أسعدتني بخطابك وما فيه، ولسوف أزودك على صندوق بريدك المذكور بما طلبتِ ولكن تأكدي بأن هذه هي الرسالة الأولى التي تصلني منكِ,,, وأتمنى ان يكون الكتاب صديقك,,, والقلم رفيقك، وامنحي الورق البياض بوحكِ بكل ما يردك من أفكار كي يكون لكِ القادم الأفضل والأرحب والأجمل.
*** قالت ف, ف من القصيم: هذه الرسالة ليست للنشر لأنها خاصة جداً، وأرجو ألَّا يساورك الشك حول تغير عنواني في رسالتي الثانية عنه في الأولى وذلك لأنني أرسلت الثانية عندما كنت في زيارة للرياض وإلا فعنواني الأساس ومسقط رأسي مدينتي عنيزة ,,.
ويا ف, ف احتفظ باسمك ، كما أحتفظ بسطور رسالتك الأولى التي هي بالنسبة لك الثانية ذات الأربع صفحات الأخيرة بياض,,, وأقول لك: أولاً شكراً ، ثانياً: لاتتوجسي إلا الخير معي، فلا أجزع من تناول ماشئتِ من الموضوعات، وليست الموضوعات التي ترد إليَّ من ذوي الوعي مثلك إلا محور اهتمام مني وإن كنتُ في أبعد الحالات أختلف عنها مع الآخر، ولقد شوقتني لمعرفة مضمون خطابك الأول الذي لم يصلني، علماً بأن سطورك في مقدمة هذا الرد تنبىء بأن رسالتك الثانية أرسلت من القصيم، بينما العنوان على المظروف جاء من الرياض، ومضمون خطابك تساؤلات حول عدم الرد عن تلك التي أرسلتها فكيف هذا التناقض يا ف, ف؟
علماً بأن تخصصك العلمي في الفيزياء لم يجعلك ذات أسلوب جامد لأن عباراتك كانت مشرقة بالوعي ندية بالمعاني، ذات تماسك لغوي نفتقده فيمن يختص في مجال العلوم مثلكِ، وخطُّك على درجة من الجمال نتمنى كافة خريجاتنا وخريجينا أن يمهروا فيه, فلا يهاجسك وسواس، ولا تدعي للظنون إليكِ سبيلاً,,, فاكتبي لي مرة أخرى عما يهاجسك ولسوف لا أتردد في نقاشه, أكرّر شكري ولكِ تقديري وودي,,, وجزيت عني أيضاً كل خير,,.
*** قال فهد بن حسين محمد السميح مدير العلاقات العامة ببلدية محافظة حوطة بني تميم: يسرني بترحيب بالغ أن أمسك القلم لأعبر لكم شخصياً عن اعتزازنا بوجود أقلام نسائية تبحث في مشكلات ومعوقات وطروحات تهم بالدرجة الأولى المرأة المسلمة في مسيرة حياتها,,,,,,,,, أود مناقشة موضوع حفلات الزفاف ومايحدث فيها، عبر هذه الزاوية، فنحن جيل نعشق القراءة لما يكتب في الصحف وخصوصاً القضايا الاجتماعية الهامة,,,
ويافهد,,, ليست زوجك الوحيدة التي شاهدت مالايرضيها فجاءت إليك من الأعراس بنبأ أكيد، ذلك لأننا نشاهد مثل هذا البذخ، والترف، والإسراف، والفوضى مما لا يُرضي كثيراً من الناس، بينما يطبِّلُ له كلُّ الذين يعيشون الحياة من أجل أن يرفلوا في ثياب أُعيرت لهم إعارة، ولايزال المجتمع يسدد فواتير الإعارات,,, ذلك لأن التربية الاسلامية لم تعد بالمستوى الذي يهيىء المرأة الواعية لأن ترفض الكثير مما لايتناسب وإيمانها، بل اتباع ما يرتبط به من النظام الحياتي وأسلوب الممارسة، والتعامل،,,, لذلك نحن بحاجة ليس فقط إلى تعليم علوم الدين، وإنما إلى تدريب سلوكهم تدريباً يعرب عن تدريس فعلي،, وتكريس عملي لآداب التعامل في الحياة مع كافة معطياتها,,.
إننا نحتاج إلى العودة، لمنابع الفقه الاسلامي كي نمارس حدوده وهيئاته في حياتنا اليومية عن قناعة ووعي وتفاعل,,, ونُخضع نتائج تعاملنا ومعاملاتنا للعرض على محك القواعد الربانية التي وجهت لسعادة الإنسان,,, ولا يسعد إنسان وهو بعيد عن تمثل هذه القواعد، فلا إسراف ولا تبذير متمثلين قوله تعالى: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ,,.
إلى جانب المظهر اللائق، والمحافظة على وقار المرأة المسلمة .
أشكرك على هذه المقترحات وأتمنى بإشارتي إليها أن أديت الرسالة التي أنيطت بي من ثقاة أمثالك, كما أنني احتفظت بما يخصني من عبارات تظل ضمن خاصتي .
آمنة عبد السلام الهليل: إنك تعبِّرين بقلمك كما يُعَبِّرُ شقيقك بريشته, إنه قَدَرُ الإحساس العميق والشفافية المتناهية, وسوف أنشر خطابك في العدد القادم لربما احتل الموقع كله,,, ولسوف أمنحك الزمان والمكان, لك ودي وشكري.
للمراسلة: الرياض 11683 ص,ب 93855