في المباحثات المتعمقة بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مع ضيفه الكبير أخيه فخامة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة، وضعت الهموم العربية والإسلامية في مكان السبق قبل العلاقات الثنائية، لأن الأخيرة لم يشبها أدنى شيء يثير القلق أو يبعث على الهمِّ بشأنها,, وإنما ظلت طوال تاريخها العريق مستقرة على الحب والمودة ومتنامية على قاعدة الوفاق والتفاهم وتكريس التعاون المثمر لتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
وقد عززت مباحثات الزعيمين الكبيرين فهد وبوتفليقة هذه العلاقات الثنائية بما يتجاوز خدمة مصالحهما المشتركة إلى المصالح العليا للأمة العربية والإسلامية التي تعاني الآن الأمة العربية من سلبيات كثيرة سواء في العديد من العلاقات الثنائية بين بعض أطرافها أو حتى على مستوى العلاقات الجماعية مع افتقاد الاطار الذي يمكن به أن يستعيد الفرقاء العرب تقاربهم وتفاهمهم وتصفية خلافاتهم واستعادة صيغة العمل المشترك، ونعني بذلك الاطار التضامن الذي كان دائماً أرضية مشتركة يقف عليها جميع الحكام العرب حين يواجهون معاً التحديات التي تحدق بأمن الأمة، وتهدد وحدة صفها ومصالحها الاستراتيجية.
وعلى الصعيد الإسلامي ، فقد بحث الزعيمان الكبيران ما يعتور واقع العالم الإسلامي من ضعف وتمزق وتشرذم مع تفاقم أحوال شعوب الأمة الاسلامية سوءاً على سوء بالمجاعات التي تتنقل من بلد اسلامي لآخر، والعنف الذي يتفجر بين أبناء الشعب الواحد، وذلك كله نتيجة مؤامرات يحيكها اعداء ديننا وأمتنا حتى لا نجد الفرصة الملائمة للجلوس معاً والتفاكر في أفضل السبل لاحتواء سلبيات هذا الواقع المرير الذي تعانيه شعوب الأمة، ووضع الخطط الكفيلة بتحقيق التضامن واستعادة الوحدة والالتفات الى استغلال موارد الثروات الهائلة في عالمنا العريض ثم استثمارها اقتصادياً بما يزيد من معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لرخاء ورفاهية شعوبنا.
ومما لا شك فيه ان نتيجة المباحثات بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بوتفليقة ستكون لها انعكاساتها الايجابية التي تسهم في استعادة وحدة الأمة وقوتها ان شاء الله.