أيام الدراسة في المملكة المتحدة كان أكثر الأحاديث إثارة مع أصدقائنا الفرنجة هي أحاديث عن الدين الاسلامي ، سألني أحدهم ذات مرة أين جهنم فأنا لا أراها باعتبار أنه يرى جنته، فقد كنا مقيمين في منزل يطل على أحد أفرع نهر الثميز فكرت برهة وقلت له إن كوكب الزُهرة، نعم كوكب الزهرة ثاني أقرب الكواكب إلى الشمس والذي يدور حولها في 224,7 يوم هذا الكوكب سماؤه ملبدة بالغيوم الكربونية الكثيفة بحيث لا تستطيع أقوى المراصد أن ترى سطحه وعلى سطحه براكين تلفظ غازات ضارة تتشكل على هيئة غيوم كثيفة تمنع من اختلاف أشعة الشمس وتمطر أحماضا كبريتية على سطحه, درجة حرارة سطحه 470 درجة مئوية أسخن من درجة حرارة فرن الغاز أو الكهرباء ليس هناك منطقة عليه باردة أو ظليلة فبسبب الغيوم الكربونية ترتفع درجة حرارة سطح هذا الكوكب في نهاره ولا تنخفض ليله , فالماء يتبخر وأكاسيد الكربون تزداد، أرسلت لهذا الكوكب مجسات فضائية في بداية السبعينات الميلادية في رحلة استغرقت بضعة اشهر وهبطت على سطحه وما لبثت إلا ساعات قلائل قبل أن تتعطل وتتحطم بسبب الظروف القاسية التي ذكرناها، وأرسلت معلومات وصورا عن تضاريسه وسطحه ودرجة حرارته قبل أن تتعطل، وأكملت حديثي قائلاً لصديقي إذا كان يستطيع بنو البشر أن يروك مكانا كهذا في رحلة تستغرق بضعة أشهر ألا يستطيع الله سبحانه وتعالى أن يريك الجحيم الحقيقي في أقل من لمح البصر.