دقات الثواني الأمير نايف وإدارة المرور د, عايض الردادي |
وضع الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية النقاط على الحروف حول عدد من القضايا المهمة في كلمته وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد افتتاح المؤتمر السابع لمديري الشرطة يوم الاحد 30/10/1420ه وكل واحدة منها تستدعي الكتابة كمساءلة رجل الامن الذي لا يهتم بقضايا الوطن وضرورة احترام رجل الشرطة للأنظمة وتمسكه بها وتفعيلها بدون عنف، والعمل الميداني لضباط الشرطة، وعدم الغضب مما يتناوله الاعلام ان كان يقول الحقيقة، ومآسي المرور في المملكة والوطن العربي، وسأكتفي بالكتابة عن الأخيرة لأن مآسيها تدمي جروحاً في كل بيت.
وقبل أن أتناولها لا بد أن اشير الى ما يتميز به الامير نايف في مؤتمراته الصحفية من مصارحة وتشجيع على مواجهة الامور بالحقيقة، الى جانب ما وهبه الله من حضور ذهني يلهمه الجواب المناسب للاسئلة المحرجة، وأثنّي على ما اشار اليه الصديق حمد القاضي من أن الأمير صاحب الحاءات الثلاثة (الحكمة والحزم والحلم).
ان مما برز في المؤتمر من شجاعة إعلان الأمير نايف ان التجربة أثبتت ضرورة اعادة ادارة المرور الى جهاز مستقل وهذه تدل على ادارة ناجحة لا ترى غضاضة في التراجع عن قرار اذا ثبت انه لم يحقق المصلحة المبتغاة فقد اجاب على سؤال عن ذلك بقوله: ان الدوريات الأمنية ستقوم بما هو موكل اليها، ولكن لأهمية المرور والتطبيق الذي تم في السنوات الماضية وجدنا ان يكون جهاز المرور هو المسؤول عن المرور وتطبيق النظام والتعامل مع كل جوانب المرور .
ان قرار احداث ادارة وضمها من اجل مراعاة الأنسب للخدمة لا مأخذ عليه مبدئياً ولكن المأخذ عندما يرى متخذ القرار ان اعادة النظر في القرار تمس ادارته فيحجم عن مراجعته والذين يرون ان اتخاذ القرار او نقضه مداره على المصلحة العامة هؤلاء هم رجال الحزم في اتخاذ القرار المؤكد لا المتردد فاذا ثبت عندهم ان المصلحة في احداث ادارة او ضمها او الغائها فانهم لا يكابرون في ذلك بل يجعلون المصلحة هي قاعدة قرار الإلغاء كما كانت قاعدة قرار الانشاء.
وكم كان الامير نايف رائعاً عندما صرح بأننا يجب ان نواجه أنفسنا بالحقيقة في قوله: كلنا جميعاً نقرأ في صحفنا عن الحوادث، وعن مقالات وتعليقات عن الحوادث، لأننا لم نكن الى الآن راضين عن مستوى الاداء ويجب ان نواجه انفسنا بالحقيقة، ونعمل للأفضل، وعلى كل حال يجب أن نعرف ان ما يكتب او يرد خبراً هو خدمة للوطن في مجال التخصص وفي مجال الاعلام فلا نعتبر ان هذا موجه ضد الأمن او رجل الأمن، واذا وجدنا ان هناك غير الحقيقة فعلينا ان نوفي الحقيقة كما هي، وفي نفس الوقت نأمل من اعلامنا المرئي والمقروء بالذات ان يتفاعل مع الأمن ويحس إحساس رجل الأمن ويتحرى الحقيقة .
لو ان كل مسؤول تعامل مع ما يقرؤه بهذه الروح لحلت كثير من المشكلات التي كتب عنها الكتاب الصادقون مع اقلامهم اما اصحاب المنفعة الذاتية فهؤلاء لا قيمة لما يكتبون.
وفي ندوة عقدت عن الحوادث في مستشفى قوى الامن قبل عدة سنوات اعلنت احصائية مفادها ان السبب الاول للوفاة في المملكة هو الامراض كلها (التي انشئت من اجلها وزارة الصحة وغيرها من الخدمات الطبية) وان السبب الثاني هو الحوادث، الا يحق بعد هذا ان يكون لجهاز المرور ادارة مستقلة فاعلة تأخد على ايدي القتلة من المتهورين في القيادة او في تعاطي ما يؤدي الى الحوادث او يعطون سيارات لاطفال في المرحلة المتوسطة؟!.
وقد قرأت في الكتاب الإحصائي لوزارة الداخلية لعام 1418ه احصاءات تدل على اهمية العناية بالمرور مما يؤكد ان السيارة اصبحت الآن اكثر ما يفتك بالانسان كما قال الأمير نايف، وهذا موجز لهذه الاحصائية فعدد حوادث السيارات 2153727 وعدد المصابين 28144 وعدد المتوفين 2374 وعدد قاطعي الاشارات 30539 والسرعة 56819 ومعلوم ان الوفاة تعني الوفاة في مكان الحادث دون الوفاة فيما بعد.
ان كل ذلك يدل على سلامة القرار بعودة الادارة المستقلة للمرور وجزى الله الأمير نايف عن ذلك خيراً ووفق رجال أمننا دائماً لكل خير.
|
|
|