وسميات بشار,, وشركة الاتصالات,. راشد الحمدان |
لو كتب بشار بن برد,, قصيدة واحدة من قصائده التي تسم من قيلت فيه بوسم لا يفارقه,, لما استطاع احد تكدير مزاجه, كما تفعل شركة الاتصالات التي ولدت منذ فترة ولم تستطع التخلص من عكننة المشتركين ولو أن بشار بن برد هذا,, يملك هاتف سيارة، ثم اعتسفته هذه الشركة كما فعلت مع اصحاب الهواتف السيارة,, لكتب فيها ديوان شعر كامل من شعره المعروف والذي بقي سارياً مع الزمن يتعجب منه قراء كل زمن، يتعجبون من قدرته علىالهجاء المرّ,,, وأخذ حقه,, وأعتقد لو ان بشار بن برد نفسه ظل حيّاً حتى هذا الوقت الذي سطت فيه شركة الاتصالات على هواتف الناس السيارة بدون حق ولا تفويض,, لقام هؤلاء بتوكيل أبي معاذ ليكون محامياً عنهم ولاشك انه سيخلص حقوقهم من هذه الشركة التي وضعت في أذن طينة وفي الاخرى عجينة,, لا أدري ما الذي حملني على الاستنجاد ببشار بن برد؟! لكن شعره الذي سرى مع الزمن، والذي سخر فيه من كثير من خصومه ومن المتحذلقين,, ومن الذين لا يستطيعون حل مشاكل من يتعاملون معهم بالحسنى,, ذلك كله هو الذي حملني على حشر بشار في هذه الزاوية وكان الشعر هو السيف المصلت لرد الحقوق المسلوبة,, ولا شك ان في زماننا هذا من يهجو، ومن يسخر بالشعر وقد لا يتعدى ما يقول رفاقه وجلساءه,, ولأني واحد ممن سلب هاتفه السيار عنوة ثم أُعطى هاتفا جوالا,, فقد استأت مرتين: الاولى انه اخذ هاتفي السيار والذي خسرت عليه اكثر من مائة ألف ريال وأعطيت بدلا عنه هاتفا جوالا,, كثير التعثُّر والتزحلق والانكماش,, ثم الموت,, وآخر ما مات جوالي هذا، الاسبوع الماضي,, حيث حاولت الاتصال عبره فكان ينقنق عبر اسلاكه,, صوت لم أكد أسمعه,, ولا يكاد يسمعه غير من ينقنق نفسه,, لكني فهمت اخيراً ان هذا الذي يهمس في جوالي يشير الى وجوب المسارعة في تسديد الفاتورة,, أتدرون كيف وصلت هذه الفاتورة,, لقد وصلتني منذ فترة,, وكان بها مبلغ ثلاثة آلاف وكسر,, غير قيمة المكالمات,, يعني ان شركة الاتصالات هذه,, اخذت هاتفي السيار عنوة,, وأعطتني أيضاً (عنوة) هاتفاً جوالاً بثلاثة آلاف ريال ثم أرسلت لي فاتورة وبها قيمة المكالمات وقيمة الهاتف الجوال,, يعني (فصخوني) من كل الحقوق,, ماذا نسمي هذه الشركة وماذا نسمي تعاملها مع المشتركين,, وكيف ترد حقوق الناس؟!
أينك يا أبا معاذ,, أينك يا بشار,, فكّنا من شركة الاتصالات,, فكّك الله من أبي الشمقمق,, كان بشار على قوته الشعرية، لا يخاف من الشعراء الا أبا الشمقمق رغم ضعف شاعريته ,, لكن كما قلنا: كل آفة عليها من الله آفة,, فاللهم انصرنا عليهم بآفة.
|
|
|