سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
قرأت ما كتب بهذه الجريدة عن استقبال صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة القصيم للفريق المكلف بعرض وثائق مشاركة محافظة البكيرية في المسابقة العالمية التي ستجرى في اليابان حول (مدن في دور الازدهار) ويمثل اختيار مدينة البكيرية للاشتراك بهذه المسابقة عن مدن المملكة مناسبة هامة لابراز مدى التطور العمراني والصحي الانيق والنظيف الذي بلغته مدن المملكة كافة خصوصا وان هذه المسابقة تجرى في دولة من أكبر دول العالم تقدما تكنولوجيا,, بهرت العالم كله بتقدمها وهي اليابان التي يضرب بها المثل بكدح أهلها وحبهم للعمل.
دولة غزت العالم بمنتجاتها الدقيقة,,, ونجحت اقتصاديا وزراعيا على الرغم من عدم توفر اراض زراعية لديها, إن مناسبة مشاركة البكيرية في هذا السباق هي مناسبة اعلامية نادرة لابراز حضارتنا وثقافتنا للعالم,, ولا تعني فقط محاولة الحصول على المركز الاول فيها بل ان المكاسب من وراء الاشتراك بهذه المسابقة أكبر بكثير من النتائج المترتبة عنها,, وشيء مفرح للقلب ومبهج لنا جميعا ان تقف مدينة من مدننا في صف واحد مع مدن العالم المتقدم على عكس الصورة التي يتصورها العالم عن مدننا,, مدن صحراوية لا يوجد فيها غير الرمال ودخان آبار البترول,, بهذه المناسبة أحب أن اسوق عددا من المقترحات:
1 لقد بذلت اللجنة المكلفة بمتابعة الاشتراك بهذه المناسبة جهودا كبيرة في الإعداد لهذه المناسبة وفي اعداد العروض والوثائق التي ستعرض في المشاركة باليابان,, وعلى هذا فإنه يجب تكريم كل من ساهم في الوصول لهذه النتيجة المشرفة,, ومن أعد البكيرية لتصل الى هذا المستوى فالاعتراف بالفضل لأهله واجب بل من أوجب الواجبات علينا والجنود المجهولون الذين اوصلوا البكيرية لهذا المستوى يجب تكريمهم ماديا ومعنويا والأمم المتقدمة مثل اليابان لم تصل الى هذا المستوى الا بتطبيق قاعدة ان تقول للمحسن أحسنت وللمسيء اسأت فلا تبنى الأمم الا بشكر الرجال المخلصين.
2 يجب إصدار كتيب وثائقي عن البكيرية يحكي قصتها من أولها ويتحدث عن مؤهلاتها التي بسببها حصلت على هذا المركز المشرف,.
فكلما دخلت الى هذه المدينة احسست بأنني اسير في مدينة حضارية فعلا بالتشجير في كل مكان والاشجار جميلة المنظر والهواء نقي والشوارع نظيفة والمحلات انظف منها,, بتكاتف المواطنين ورجال الأعمال واصحاب المحلات حصلت هذه المحصلة التي نراها,, والكتيب المقترح يجب توزيعه مجانا على موظفي البلديات كي يعرفوا تجربة هذه المدينة النادرة كما يجب اصدار فلم وثائقي بهذه المناسبة يحكي عن تطور هذه المدينة ونظافتها وبيئتها الصحية الفريدة.
3 بالنسبة لمدن المملكة جميعها فهي تعيش ولله الحمد في بيئة نظيفة جدا نظرا لسعة مساحة المملكة ونقاء جوها الصحراوي,, فهي تنتشر على مساحة شاسعة تشمل الصحارى والجبال,, ولا تزدحم بالسيارات ليس هناك كثافة سكانية,, مقارنة بالمدن العالمية مثل مكسيكو ونيويورك او اليابان التي تبحث عن المتر,, ولكن يجب الاهتمام بالآتي لكي تصبح مدننا مدنا صحية:
(أ) الاهتمام بالصرف الصحي وخصوصا في المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة او التي تعاني من طفح المياه,, فهذه المياه تسبب مضايقة كبيرة للسكان وينتج عنها مستنقعات وبعوض وحشرات ضارة كما يجب الاهتمام بالتخلص الصحي من النفايات وايجاد مرامٍ صحية للنفايات ولعل افضلها الطمر الصحي بالرمال الهائلة.
(ب) الاهتمام بتزيين مداخل المدن ووضع الاشكال الجمالية والنوافير التي تعطي منظرا جميلا وتنثر رذاذ الماء اللطيف الذي يخفف الحرارة صيفا.
(ج) الاهتمام بالتشجير المهمل لدينا فلدينا مساحات هائلة يمكن تشجيرها حول المدن وكذلك وضع مسطحات خضراء وحدائق ومتنزهات في المدن نفسها مما يخفف من التلوث كثيرا.
عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع