عزيزتي الجزيرة
لفت نظري وأنا أتصفح عدد صحيفة الجزيرة يوم الاثنين 1/11/1412ه رقم 9993 الخبر الموجود في الصفحة الاخيرة حول جهود شرطة منطقة الرياض الموفقة بمساعدة أحد الاخوة المواطنين الأوفياء في مدينة الرياض من احباط محاولة سرقة حمولة تريللا تحتوي على مجموعة من زيوت المحركات المتنوعة والكفرات الجديدة التي يقدر سعر بيعها باكثر من 160 ألف ريال وعرضها للبيع بأقل من سعر التكلفة بنسبة 30% من قبل ثلاثة من العمالة الهندية التي تعمل تحت كفالة احد المواطنين القاطنين في مدينة السليل والذي لا يعلم عن سرقتهم له الا بعد ابلاغه عن طريق الجهات المسؤولة، مؤكدا لهم انه كان على ثقة تامة بقائد هذه السرقة منذ ثماني سنوات، وانه لم يفكر ابدا في خيانته له, مما اعاد هذا الخبر في ذهني نصيحة والدي التي كان يسديها لي باستمرار عندما كنت انوي البدء في طرق باب التجارة لاسترزق من ورائه كدخل اضافي واضعا امانته في عنق احد العمال من احدى الدول الصديقة ليكون هو الحارس الامين له ومتابعة اعماله بين الحين والآخر بقوله هذا المثل الشعبي القديم الدارج بين اجدادنا: مال تودعه بعه ومن غاب عن عنزه جابت تيس والقانون لا يحمي المغفلين .
من هنا اجدها فرصة سانحة للتذكير ببعض النتائج السلبية لمحاولة الكثير من هذه العمالة الوافدة العبث بمقدرات هذا البلد البشرية والاقتصادية والاجتماعية جراء ما تقترفه وتمتهنه من مخالفات وسلوكيات سيئة في ظل الثقة العمياء الممنوحة لهم من قبل اغلب كفلائهم من المواطنين بدافع طيبة القلب او سعيا للربح المادي السريع او الجشع والطمح او الغفلة والبلاهة ليمنحوهم الخيط والمخيط من دون رقابة او محاسبة او متابعة لاعمالهم التي ربما يكون ظاهرها الطيبة والخنوع وباطنها المكر والدهاء والخداع والتمرد، ليستغل هذا العامل او ذاك هذه الثقة ويبدأ تحركه الشيطاني والتخطيط للسرقة والنهب وامتهان اعمال اخرى محرمة شرعا وقانونا بقصد الكسب المادي السريع المحرم ومن ثم الهرب الى بلده, وكشاهد على ذلك ما تطالعنا به صحفنا اليومية بين الفينة والأخرى من جرائم ومشاكل وسلوكيات تم الكشف عنها من قبل الجهات الامنية ابطالها مجموعة من العمالة الوافدة، نذكر منها على سبيل المثال: ما تم الكشف عنه لبعض العمالة وهي تقوم بتزوير الوثائق والاختام الرسمية لبعض الجهات الحكومية وشبه الحكومية وبيعها على المستفيدين من بعض الوافدين على هذا البلد بطرق غير نظامية ومنهم من وجد يبيع المواد الغذائية الفاسدة المنتهية الصلاحية باستحداث تاريخ صلاحيتها، ايضا تم ضبط الكثير من محترفي السرقة والسطو على المنازل والمحلات كما تم ضبط الكثير منهم وهم يقومون بالاتجار وتوزيع المخدرات والمسكرات في مواقع متعارف عليها من قبلهم للتصريف.
ماذكر سابقا من شواهد حية ومستمرة لجهود الجهات الامنية في الكشف عن هذه العمالة غير النظامية واعمالها السيئة ليس الا غيضا من فيض والحملات بفضل الله مستمرة للقضاء عليها، ولكنني هنا اود ان اذكر كل مواطن في هذا البلد المعطاء وبدافع وطني واخلاقي للحد من هذه الظواهر، وجوب اتباع كل مواطن كافة الانظمة والتعاليم الخاصة بالعمل والعمال والاقامة وعدم الاخلال بها, كما يفترض لزومه الحرص الدائم والمراقبة المستمرة لما يقوم به عامله من اعمال وعدم تركه يهيم في مدن ومناطق هذا البلد الطيب ليعبث بخيراته ومقدراته من اجل حفنة من المال يأخذها كل شهر او سنة ناسيا ومتناسيا دوره الاساسي في المشاركة الفعالة كابن بلد للحفاظ على امن وامان وخيرات ومقدرات وطننا الغالي،كما اهيب به ان يكون متابعا لكافة اعماله بنفسه او الوثوق بشباب هذا البلد لان هناك مثل شعبي آخر يقول ماحك جلدك مثل ظفرك , والله من وراء القصد.
عبدالعزيز بن محمد الزير