عزيزتي الجزيرة:
علم النفس وعلم الاجتماع تخصصات انسانية هدفها مساعدة الآخرين ورعايتهم والسهر على راحتهم والوصول بهم الى بر الامان, هذا جزء مما تم تعليمه لمن التحق باحد هذه التخصصات ولكن مع الاسف الشديد اصبح ذلك العكس فهؤلاء المتخصصون الذين تخرجوا من هذه الاقسام هم في امس الحاجة الى المساعدة ومد يد العون لهم بسبب ما يعانون من عدم القبول في اي وظيفة تؤمن لهم الكسب الحلال وتبعدهم عن الانحرافات التي تؤدي بهم الى الهاوية، فهم يتساءلون عن السبب الحقيقي وراء وضعهم المأسوي الذي حال بينهم وبين تحقيق ولو جزء بسيط من طموحاتهم المستقبلية، هل هي الجامعة ام وزارة الخدمة المدنية أم وزارة المعارف؟ اسئلة يطرحها كل متخصص في هذه الاقسام وتحتاج الى اجابات مقنعة لا لاجابات دبلوماسية لمجرد التنكر على المسؤولية، فهم يتساءلون: هل السبب يمكن في الجامعة التي تخرجوا منها والتي اصبح شعارها لهم التسريح لا التخريج من اجل المستقبل لاسباب قد يكون منها المناهج التي تقوم بتدريسها مما ادى ذلك الى عدم تأهيلهم تأهيلا صحيحا وبالتالي انعكس ذلك انعكاسا سلبيا على هؤلاء مما جعل ممن حولهم من القطاعات الحكومية الاخرى التنفير من هذه التخصصات التي تدرسها تلك الجامعة فان كان ذلك فلماذا لم تتم اعادة النظر في هذه التخصصات من قبل المسؤولين عنها باغلاقها او تطويرها حفظا لابناء الوطن من الضياع والدمار؟ ام ان السبب بعد الجامعة يكمن في وزارة الخدمة المدنية التي اهملتهم اهمالا شديدا ولم تقم بتوفير الوظائف المناسبة لتخصصاتهم في القطاعات الحكومية مثل وزارة الصحة وغيرها، بل انها تناست دورها تجاههم واعتمدت بتوظيفهم على اصحاب القطاع الخاص ذوي الخبرات والشروط التعجيزية التي لا يقبلها العقل ولا المنطق ام ان السبب بعد الجامعة ووزارة الخدمة المدنية يكمن في وزارة المعارف تلك الوزارة ذات النظرة التشاؤمية والنظرة الدونية لهذه التخصصات والتي لم تعترف بها حتى الآن على الرغم من النقص الشديد الموجود لهذه الوزارة والمتمثل في الارشاد الطلابي في جميع مناطق المملكة وبالاخص في المناطق النائية البعيدة عن انظار الوزارة فكم من مدرسة لا يوجد بها من يسد هذا التخصص بل انها تقوم بتكليف أناس لا توجد لديهم الامكانات التي تؤهلهم للعمل في هذا المجال لمجرد الخبرة التي قضوها في التدريس لا في مجال الارشاد والتي حالت دون هؤلاء للعمل في مكانهم الطبيعي, هذه الاسباب جميعها يريد معرفتها خريجو علم النفس والاجتماع من قبل المسؤولين على هذه القطاعات والذين وصلوا اعلى الدرجات العلمية وحملوا على عاتقهم مسؤولية الوطن والمواطن.
نايف سلمان الحربي
تخصص علم نفس