بيننا كلمة حضورها المشرف (2) د , ثريا العريّض |
كيف تقيّمين مسيرة المرأة وعطائها على مدى السنوات الماضية؟ وما هي الصعوبات التي تقف في وجه مسيرتها من أجل مزيد من العطاء؟ وما هي تطلعاتك للقرن القادم؟ .
أسئلة تكرر فحواها أمامي في مقابلات صحفية بمناسبات مختلفة,, والصيغة أعلاها جاءت من الزميلة هداية درويش، المحاورة المتميّزة بمجلة اليمامة,, فحملتني معها الى مسيرة ربع قرن منذ كنت أتابع الساحة عن بعد وأنا بعد طالبة أدرس.
تذكرت كل المحاضرات العامة في منابر الجمعيات والجامعات والإعلام المسموع والمرئي، التي طرقت موضوع المرأة ودورها في التنمية الوطنية ساعية لاقناع المجتمع بتفهم تخوفه من تغيير ممارسات اعتادها وتقبلها وترسخ تغلغلها في أسلوب الحياة: المرأة للبيت أولاً وأخيراً, ومثلما قوبلت خطط نشر تعليم المرأة بالتوجس كذلك قوبلت فكرة ممارستها للعمل كوظيفة تحملها خارج المنزل.
فعلا كثيرون يختزلون المساهمات الجادة للمرأة السعودية في ذلك القليل الواضح والمعلن منحصرا في تعداد الأرقام المتصاعدة لعدد الطالبات في المدارس والكليات الجامعات، وقياس نسب سعودة المدرسات والطبيبات,, وحساب النسب الرقمية يدعو الى الفخر إذ تمثل الفتيات خمسين بالمائة من الأعداد الشمولية للملتحقين بالدراسة من الجنسين ولكن الأجدر بالفخر هو تأمل هذه الأرقام والنسب في ضوء الفترة الزمنية القصيرة التي ابتدأ فيها تعليم الفتاة، وتدريبها وفتح بعض مجالات العمل أمامها، والبحث عن المزيد والجديد,, هنا يبقى الكثير مما تحقق ويتحقق غير محاط بهالة إعلامية، والخطوات الشاسعة التي حققتها المرأة العربية السعودية من حيث التعليم والتدريب والمشاركة الجادة في العمل عدا التزامها الأسري، واضحة وجديرة بالتمحيص والإشادة في أكثر من مجال.
أسبق هذه المجالات زمنيا مجال العمل التطوعي حيث في كل مدينة من مدن الوطن تأسست جمعيات نسائية خيرية فاعلة، تقوم بدورها البنائي في مجالات التدريب والعمل الخيري وتنمية المجتمع وترسيخ دور المرأة في البناء الاجتماعي والأسري, وفي مجال التعليم العام بمدارس البنات تشغل الكفاءات السعودية كل الوظائف تقريبا، كما ان الوصول الى هذا المستوى من التشغيل هو احد الأهداف الرسمية حاليا في التعليم العالي بالجامعات والكليات, وفي مجال الخدمات الطبية والعلاجية المساندة يتم بهدوء إدخال العنصر النسائي وإدماجه في الهيكل العام بصورة مرضية خاصة فيما يتعلق بالخدمات العلاجية للنساء، وفي الفترة الأخيرة فتح مجال الخدمات للنساء، كالبنوك والأسواق النسائية.
والمجال الذي يشهد أكبر نسبة نمو متسارع في رأيي هو مجال الخدمات التقنية مثل الحاسب الآلي والخدمات المساندة والمساعدة في مستشفيات الصحة العامة والتطبيب المختص والمختبرات, وفي قطاع الاستثمار ابتدأت نساء الأعمال بالولوج في شتى المجالات الاستثمارية التجارية والعقارية والمصرفية, هكذا لم تعد قدرات المرأة السعودية وعطاءاتها محددة بالوظيفة الرسمية في قطاعي التعليم والصحة العامة,, بل بدأت تدق كل الأبواب,, وكثير منها واعد بالاستجابة والاستفادة المتبادلة.
|
|
|