** الموت ليس جديداً ولاغريباً ولامستنكراً,, فهو نهاية هذه الحياة الدنيا ولامفر منه,, وكلنا لهذه النهاية,, نسأل الله تعالى حسن الخاتمة.
** ويوم الاربعاء الماضي,, عمّ الحزن إحدى المدارس الابتدائية,, إنها المدرسة 103 الابتدائية للبنات بالرياض,, وذلك لوفاة زوج إحدى العاملات بالمدرسة,, تلك العاملة التي اشتهرت بين جميع منسوبات المدرسة بالطيبة والوفاء والإخلاص فأحبها الجميع وتأثروا لتأثرها,, وبكوا على زوجها أكثر منها,, فالمسكينة ترملت,, وأطفالها تيتموا,, ولم يبق لهم من عائل,, سوى والدتهم التي تعمل بمرتب هزيل على بند الأجور,, وهذا مما زاد في حزن الجميع,.
** لقد زاد من حزنهم,, أنهم يشاهدون بنات الفقيد الصغيرات,, وأكبرهن في السنة الخامسة الابتدائية,, وهن يتجولن في المدرسة,, في منظر يبعث على الألم والمرارة والحسرة,, لكن الإيمان بالله والثقة بالله وحده والاعتماد عليه جلّت قدرته,, يجبر كل مصيبة,, ويخفف من كل ألم,, ويبعث في النفس الراحة.
** ويوم الخميس الماضي,, قرأت كلمة قصيرة لزميلنا ناصر الغنيم يتحدث عن الفقيد صالح بن عبدالعزيز الخلف,, ويتحدث عنه بصفات رائعة فقال,, إنه شاب محبوب بين زملائه,, شهم كريم,, وفيٌّ مخلص,, لاتفارقه الابتسامة,, ورغم أن المرض نهش جسمه,, ورغم أن المرض صعب للغاية مرض السرطان إلا أنه رحمه الله لم يضعف إيمانه بربه,, بل ظل واثقاً بربه,, معتمداً عليه,, ووقف كالجبل الأشم,, معتمداً على ربه في مواجهة هذا المرض الخبيث.
** الفقيد,, كان يحمل الكثير من التطلعات لبناء أسرة صغيرة,, وتشييد منزل لهذه الأسرة,, فقد اشترى قبيل وفاته أرضاً صغيرة,, وكان يحلم ببناء مسكن عليها لأسرته ينقذه من همّ الإيجار,, لكن الموت لم يمهله طويلا,, فتبخر هذا المشروع,, وفقدت هذه الأسرة عائلها,, وفقدت حلمها في منزل صغير يبعدها عن شبح المؤجر,, ومكتب العقار.
** الزوجة المسكينة كما أسلفت,, على بند الاجور,, وتعول أربع بنات وطفلا صغيرا,, وأمامها عدة مسئوليات,, ابتداء من رعاية هؤلاء الاطفال وتعليمهم وتربيتهم وإعاشتهم,, وانتهاء بدفع إيجار البيت ومصاريف الأطفال.
** ترى,, هل تتحرك وزارة الخدمة المدنية وتستثنى هذه الرملاء المسكينة من شروطها وتثبيتها على وظيفة رسمية من أجل هؤلاء الأيتام المساكين؟!
** وهل يتحرك أهل الخير,, وما أكثرهم في هذا البلد,, للتبرع لهذه الأسرة الصغيرة ومساعدتها في بناء حلمها الذي تبخر؟
** إنه تشييد البيت الصغير,, من يمسح دموع هؤلاء اليتامى,, ومن يبذل لآخرته؟
** ان هذا,, هو مجال الخير,, يا أهل الخير.
|