Sunday 13th February, 2000 G No. 9999الطبعة الاولى الأحد 7 ,ذو القعدة 1420 العدد 9999



الأطباء يرون ضرورة ذلك
إخبار المريض بحقيقة مرضه بأسلوب أمثل

* تحقيق : عبيد العتيبي
ابلاغ المريض بحقيقة مرضه من قبل الطبيب المعالج مهما كانت خطورته أمر اختلفت عليه الآراء بين مؤيد ومعارض للمصارحة المرة,, حيث يؤثر ذلك ومن واقع التجربة على نفسيات الكثير من المرضى ويساهم في تدهور حالتهم الصحية.
عن هذا الموضوع استطلعنا العديد من الآراء التي تمثلت في الآتي:
* يقول في البداية الدكتور عصام بن عبدالله المنيع الطبيب بمركز سليمان الحبيب الطبي بمدينة الرياض: الذي يظهر لي والله أعلم أن المرضى يختلف بعضهم عن بعض من حيث قوة الإيمان ورباطة الجأش وقوة التوكل على الله، فمن كان على جانب كبير من هذا الاعتقاد فلا بأس بالإفصاح عن نوعية المرض الذي يعانيه وإن كان مرضا خطيرا، لأنه سيقابل هذه الصدمة الخبرية بقوة الإيمان وقوة التوكل على الله سبحانه وتعالى واحتساب أن يكون ما اصابه سبباً من أسباب تكفير ذنوب وتكثير حسنات والرجوع إلى الأدب مع رب العالمين امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
أما إن كان المريض ضعيف الإيمان ضعيف الإرادة ولا يترتب على إخباره مصلحة له في طلب ما يمكن أن يكون سبباً من أسباب العزاء والسلوى، فمن المستحسن ألا يخبر بمرضه لما يترتب على إخباره من الجزع او الانهيار العصبي والقلق النفسي مع انتفاء أن يكون له مصلحة في إخباره.
وقد يكون الأمر مترددا بين قوة الإيمان وضعفه حيث أنه لا يرقى اعتقاده وإيمانه إلى مستوى ما ذكر آنفا ولا يتدنى إيمانه واعتقاده إلى مستوى من كان ضعيف الإيمان، ضعيف التوكل، فهذا يرجع أمر إخباره إلى الاجتهاد فإن علم ان في إخباره مصلحة له في الاستعداد من حيث الوصية ومن حيث الأخذ بزيادة الإيمان من حيث العمل الصالح والرجوع إلى الله والإنابة إليه فهذا النوع من المرضى يحسن إخبارهم بمرضهم لتتحقق لهم مصالح عواقب ذلك المرض والله المستعان.
الأسلوب الأمثل
واشار د, حمد الصفيان استشاري أمراض النساء والولادة وعلاج العقم إلى ضرورة مصارحة المريض بحالته وقال بهذا الصدد: يكون ذلك على مرحلتين ولابد من مراعاة أن يقدم الطبيب الحالة للمريض بشكل لطيف وصادق ولا يستعجل في التفاصيل، بل يؤجلها إلى وقت لاحق، وبحكم تخصصي فقد مرت علي حالات كثيرة ولاحظت أن المريض يفضل المصارحة منذ البداية ويريد الحقيقة بدون أي مجاملات صحيح أنه يرفضها في بادىء الأمر ولكن بعد فترة يتقبلها ويتعايش معها وهي أسهل من أن تخفي حقيقة المرض عن المريض.
وأضاف د, الصفيان أن طريقة نقل المعلومة إلى المريض تحتاج إلى شيء من الأسلوب غير المباشر, كلما أحس المريض بتعاطف الطبيب المعالج وتوكل على الله ترتاح نفسيته وهذا شيء مجرب وملموس.
حالة المريض
بينما يرى د, فيصل المسلط استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة أن نوع الحالة هو الذي يتحكم في ذلك وقال: فإذا كان المريض يعاني من ورم خارجي وواضح فلا تستطيع أن تخفي عنه أي شيء ولكن إذا لم يكن هناك أي علامة خارجية ففي هذه الحالة أفضل أن أنقل الخبر عن حالة المريض عن طريق أعز أقارب المريض وهو يتولى المهمة وذلك طبعا بعد أن يوصيه كيف يعمل، والمهم في المسألة أن يصارح المريض ولا يفاجأ، صحيح أن المريض قد يصاب بشيء من الاحباط النفسي وربما اليأس ولكن هذا دور الطبيب فعليه أن ينقذه من هذه الحالة ويكون من خلال تبيين مراحل العلاج وإيجابياتها وأن يشرح له على الأشعة إن وجدت إمكانية تدارك المرض والتوفيق بيد الله.
يفضل إبلاغ المريض
وأثناء تجولنا في أحد المستشفيات التقينا المواطن بدر البدر الذي جاء من أجل مراجعة لوالدته فسألناه عن الموضوع فقال: ترتبط مصارحة الطبيب للمريض بمدى خطورة الحالة ولكن من الضروري إبلاغ المريض حتى ولو كانت الحالة المرضية للمريض ميؤوس منها ويتم ذلك عن طريق تمهيد نقل الخبر للمريض تفاديا لحصول أي آثار جانبية أخرى قد تصعب بعدها علاج الحالة، أضف إلى ذلك أن وعي المريض وثقافته تسهل كثيرا على الطبيب، فالبعض قد يتسرع ولا يواصل العلاج والبعض الآخر على العكس قد تكون دافعا له إلى المتابعة والمواصلة.
الأمر يزداد سوءا
ويتفق الشاب عمر محمد سعيد منسق خدمات صحية بأحد المراكز الصحية مع الآراء السابقة معللا ذلك بأن التأخر في ابلاغ المريض بحالته قد تزيدها سوءا, وقال: من المؤكد أن المريض سيعترض على حالته في البداية ولن يصدقها ولكن بعد مرور يومين أو ثلاثة سيتعايش مع الخبر وهنا لابد من أن يكون الطريق لنقل الخبر عن طريق أحد أقاربه وبشكل غير مباشر فمثلا يشرح له الحالة في البداية بشكل مبسط وسهل وفي الزيارة القادمة يكمل له ما تبقى وعموما نوع المرض هو الذي يتحكم في إخبار المريض أو عدم إخباره.
أي أن هذا يعود إلى الطبيب المشرف على الحالة فهو أعلم من غيره.
وأكد عمر على أن المريض والطبيب وحالة المريض جزء لا يتجزأ في هذه القضية ولكن بشكل عام الأفضل أن يكون لدى المريض علم بحالته.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

الجنادرية 15

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved