بوح الكتابة بالرسم إبراهيم الناصر الحميدان |
الكثير من الاعمال الفنية أخذت تعبر ليس عن المفاهيم الشخصية إنما تلتقط الأفكار لتحولها إلى صور وليس المقصود بالصور هنا الفوتوغرافية إنما أعماق التفكير وربما التعبير بدلاً من التأثر السطحي.
ففي جلسة أدبية كان يتحدث فنان تعبيري يمتحن الرسوم التشكيلية وقد أعجبني رده على سؤال أحد الحضور: ما رأيك لو تظافرت الرسوم التعبيرية مع النص والتي تتضح الفكرة في تناقلها بين اثنين أحدهما سرداً والآخر بالرسم لتكشف في دلالاتها عمقا لا ظاهراً, رد الآخر,, انه عمل فيه مخاطرة فالرسم يعبر عن فنان يختلف عن كاتب النص حتى بالنسبة لقراءة فكرة واحدة والقراءة هنا تعني الاستيعاب وليس بما تنطق به الحروف اي استيعاب ما توحي به الفكرة وترمز له, فالمشهد الذي نشاهده امامنا يختلف في وقعه وتأثيره على من يتعمق في قراءته,, وأكرر قراءته اي ردة فعل على الذات الذواقة ذات الحساسية المرهفة,, فالفنان حين يتمعن في مشاهدة منظر ما,, حتى وان كان شجاراً بين قطط فهويوحي له بفكرة بعيدة جداً عن الشجار,, ربما قد يكون في الجوع او القتال الذي يقع بين قوي وضعيف,, بين شجاع وجبان,.
الحقيقة ان رد الفنان الذي طرح عليه السؤال كان واقعياً ولم يبتعد به الخيال سوى انه تصور المشهد من كافة جوانبه وهو هنا لا يشبه الرسم الكاريكاتوري الذي نال في الفترة الاخيرة الكثير من المتابعة باعتباره يعبر عن مشكلات اجتماعية بالرسم بدلا من القلم, وإذا كان قد قيل في مدح بعض الشعراء انه يرسم بالقلم فالرسام التشكيلي الناجح يكتب بالرسم,, وليسمح لي رسامو الكاريكاتير إذا كنت قد اقتحمت مراسمهم بدون خلفية كبيرة في الفن التشكيلي.
فما هو إلا رجع الصدى لتعبير زميل لهم اعجبني رده على تساؤل مطروح بغية زيادة المعرفة حيث تداخلت الفنون في هذا العصر وان كان لكل فن خاصيته فهي في النتيجة تعبير عن خلجات الانسان في مواجهة مشكلات العصر التي تتنامى مع اتساع افق المعرفة.
|
|
|