نوافذ جنادرة (15) أميمة خميس |
قاعة الملك فيصل للمؤتمرات المكان وثير ومهيب ورخامي الملامح ومجهز وفق أحدث المقاييس الخاصة بهذا الشأن,, وتوفره ادارة مهرجان الجنادرية سنويا لتقديم الفعاليات الثقافية للمهرجان حيث ينقل عبر شاشة تلفزيونية للقسم النسائي.
ولكن الملاحظ في جنادرية (15) بأنه لم يترافق ذلك الحماس الجماهيري مع ما يقدمه المهرجان من أنشطة ثقافية.
وإن كانت الجنادرية احدى الملامح الثقافية المتميزة لدينا، فإلى ماذا نعزو هذا الفتور الواضح في التعامل مع الندوات والامسيات التي تقام؟ فهل يرجع هذا إلى:
1 اعتذار الكثير من الاسماء الأدبية والفكرية عن الندوات دون إعلام مسبق، ودون مبرر واضح.
2 عدم وجود الكثير من الاسماء الفكرية والأدبية اللامعة على مستوى العالم العربي والتي من الممكن ان تقدم طروحات ذات عمق وتميز على المستوى الفكري والأدبي.
3 المحاور الفكرية والأدبية التي تطرح في ندوات الجنادرية أضحت تكرر نفسها وبصورة واضحة منذ عدة سنوات.
فهل نصل من هذا إلى ان ادارة المهرجان بحاجة إلى مراجعة عميقة وشاملة لهذا الجانب حتى لا تتحول الفعاليات الفكرية والأدبية الى تحصيل حاصل وإعادة واستزادة من البئر نفسها؟.
فنحن لسنا بحاجة إلى جلب من يخبرنا ما نعرفه او من يربت على ما نعلم ويقول لنا تحت سطوة (الرخام الوثير) بأننا رائعون وممتازون وسباقون، نحن لسنا بحاجة إلى هؤلاء الذين يستعيدون أزمنة شعراء البلاط.
الحياة وجميع مظاهرها تأخذ قوتها وتدفقها ومعانيها من طابعها الجدلي من صراعها من اختلافها من تعدد اوجهها وألوانها، والموت فقط هو الذي يمتلك لوناً نهائياً واحداً وأبداياً.
وما لدينا ليس بذلك الضعف أو الهشاشة الذي يجعله قابلا للتخلخل أو الانكسار تحت أي طارئ غريب ومختلف.
بل قد يكون مهرجان الجنادرية من أثمن الفرص التي نتمكن فيها من خلال الحوار والجدل والانفتاح نحو آفاق واسعة، معرفة تميزنا وخصوصيتنا!!.
|
|
|