* الكويت خاص
عبرت الكويت إلى اجمل احتفالاتها,, في شهر الحب والمحبة,, شهر الاستقلال وفرحة التحرير.
فلقد احتفل الخليج العربي بأكمله وليس الكويت فقط بهذا الحدث الكبير هلا فبراير تحت شعار الكويت بلد الاصدقاء .
أهلا بك فبراير,, أهلا بكم أيها الاصدقاء,, أهلا وألف سهلا,.
فللمرة الثانية تحتفل الكويت بهذا الشهر الذي اصبح متميزا لدى كل كويتي.
فأشعلت الشمعة الثانية في اجمل امسية وأضاءت به كل القلوب وأشرقت به شمس الحب وارتسمت البسمة على شفاه الجميع.
للمرة الثانية وتحت سماء صالة التزلج الكبرى التي تحتضن الامسيات الشعرية وكانت الامسية الاولى للشاعر الذي تعجز الكلمات من ان تقدمه تخاف ونخاف ان ننقص من حقه شيئا,, شاعر لم تهز قلبه قبة البرلمان وتغير ما فيه, ولم يؤثر عليه انحصاره بين مقاعد البرلمان وما بين ادراج المكتب الذي كان يجلس عليه هناك توجد مجموعة من الاوراق وعدة عناوين لمجموعة من القصائد,, ليبرهى لنا,, أنه لايزال وسيبقى في جسده قلب شاعر جميل عذب ورومانسي شاعر جريء حمل من المشاكل اشكالا,, وألوانا وقضية هم وهموم انه الشاعر طلال السعيد شاعر الكويت.
الشاعر الذي بدأ في تحريك القضية الادبية للعودة بها إلى مسارها الصحيح.
في امسية جريئة ليست بغريبة على فارسها,, ففي مساء السبت 5/2/2000 وفي الوقت الذي تأخرت به ساعة الصفر إلى الثامنة والنصف مساء من شدة الازدحام الكثيف,, من الجماهير الغفيرة المتعطشة لأمسية الامسيات,, ليتوج هذا المساء بالشاعر طلال السعيد وليكون مع جمهوره وجها لوجه بعيدا عن الشاشات الفضية او اشرطة الكاسيت.
هنالك,, بعد ان قام عريف الامسية عبدالوهاب الوزان بتعريف الشاعر والذي كان أمراً سهلا وجميلا لانه وببساطة لا يحتاج إلى تعريف، بعد ذلك ظهر فارس الامسية وشاعرها طلال السعيد باطلالته المشرفة وابتسامته النافذة إلى القلوب وبروح المرح التي تميزه وبمداعبته لجمهوره لتكسير جمود القيود المحاصرة.
وحيث انه رفض الجلوس لإحياء الامسية بل اصر على الوقوف فالشعر بالنسبة له قضية لا يستطيع التخلي عنها، فبدأ الامسية بقصيدة وطنية متأثرة بقضية وطنية متأثرة بقيود الاسير وكذلك مغموسة بالديون ثم تلاها بقصيدة وطنية اخرى,, منها:
أنا كويتي بنتسابي لي الفخر دقات قلبي تفتخر بنتسابها واضح ولا عمري تعاونت مع عدو أعشق شروق الشمس وأكره غيابها اكتب كويتي واكتب اقر واعترف بحروف من نور يشع الضوا بها |
اشتعلت بها الكفوف من التصفيق وأعرب بقوله لابد من العودة إلى قضية قناة الجزيرة وقصيدته المشهورة والتي كان رأيه في تلك القناة ما هي إلى جرثومة تعمل لاثارة المشاكل والنزاعات والقيل والقال ومنها هذان البيتان:
حنا ابتلينا في قناة الجزيرة تشب نار وتطفي النار بالنار ما تستريح إلا ان تشب سعيره ترتاح من شوف العلاقات تنهار |
إلى ان وصل بنا إلى البيتين الاخيرين وهما رسالة موجهة من كل مواطن ومقيم وكل صاحب حق
نبي الاسير ونبي الاخت الاسيرة ونبي مطالبنا تحقق بالاصرار يا محترم قول لقناة الجزيرة حنا اصحاب الثار ما نترك الثار |
نعم نحن اصحاب الثأر لا نترك الثأر هذا البيت الذي اوقف الكثير على اقدامهم مع تصفيقهم الذي استمر لفترة كبيرة واستمر السعيد في إمطار قصائده في ذلك الجو البارد المشتعل بحرارة المشاعر التي تفاعلت مع هذا الفارس وطاف بهم حتى وصل إلى قلب الامسية وكم هائل من القصائد الغزلية التي بدأها بقصيدة لحبيبته التي كانت متواجدة في الامسية علما بأنها لاول مرة تحضر له امسية شعرية:
وهي ابنته.
وكذلك قصيدة غزلية اخرى منها:
ذاب جوفي زاد بي خوفي خفت لو ما كنت خوافي كن جفن العين مطروفي نون عيني يرعف ارعافي |
ولقد انتهت الامسية بأروع ما يكون ومن اجمل ما فنده الشاعر في تاريخه ولكن ستبقى الكلمة الجميلة الشعرية مرهفة الاحساس إلىالابد والتي سنندثر نحن وهي تبقى.