عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ان صحة الانسان هي اهم شيء في حياته وهي التي يسعى الى الوصول اليها، بل هي ما تسعى اليها الحكومات والمنظمات التي تعنى بالصحة، ولذا نرى دائما القرارات التي تصدر من الجهات العليا وغيرها في مملكتنا الحبيبة حرسها الله التي تهتم بصحة المواطن والمقيم على حد سواء، ولعل ابرزها ما اصدره مجلس الوزراء الموقر مؤخرا القرار القاضي بمنع سقيا المزارع من مياه الصرف الصحي ومعاقبة من يصدر منه مثل هذا الفعل، وما صدور هذا القرار المهم في حياة الانسان الا دليل على حرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وجميع الجهات ذات الاختصاص على صحة الانسان السعودي او المقيم في المملكة.
وفي الوقت ذاته نرى القرارات والتصريحات المحذرة من استخدام هذه المياه في ري المزارع او المحذرة من تناول منتوجات المزارع المستخدمة لمياه الصرف الصحي او القريبة منها، وكان آخر هذه التصريحات ما صرح به مصدر مسؤول في الادارة الزراعية بغرفة صناعة وتجارة الرياض المنشور في جريدة الجزيرة في عددها رقم 9995 وتاريخ 3/11/1420ه والذي حذر فيه من ان منتوجات مزارع وادي حنيفة غير صالحة للاستخدام الآدمي بسبب تسرب مياه البيارات الى تلك المزارع.
جميل وليس بمستغرب ان تصدر هذه القرارات او التصريحات من المسؤولين في حكومتنا الرشيدة حسب مراكزهم ممن تهمهم صحتنا وحياتنا, ولعل هذه التصريحات تكون رسالة الى القائمين على مثل هذه المشاريع الحيوية في بلادنا الغالية ليكونوا على بينة منها ويأخذوا بالحسبان مدى اثر هذه المشروعات الصحية على حياتنا.
ولعل ذلك ينطبق على مشروع الصرف الصحي في محافظة الزلفي والذي اعتمد مؤخرا من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومما يؤسف له ان هذا المشروع وقع موقع الجدال بين الافراد من حيث الموقع اذ قام بعض الافراد هداهم الله بشراء ارض زراعية في اخصب المناطق الزراعية في محافظة الزلفي وتقديمها كهدية للبلدية لوضع المشروع عليها، وفي الوقت ذاته يطالب الكثير من السكان وخاصة اصحاب تلك المزارع بابعاد هذا المشروع عن مزارعهم تجنبا للضرر المؤكد على مزارعهم والتي تعد الدخل الوحيد للكثير منهم.
وها هي غرفة الرياض تحذر من استخدام منتوجات المزارع القريبة من مياه الصرف الصحي في مدينة الرياض في الوقت الذي يتم فيه انشاء هذا المشروع وسط المزارع في محافظة الزلفي، وسط صمت مخجل من قبل الجهات المسؤولة عن صحة وحياة الانسان في هذا البلد حرسه الله, وبما ان المشروع في بدايته اتساءل لماذا لا يتم ابعاد هذا المشروع الى مكان آمن غير هذا حتى لا يتضرر منه حد؟!
والجميع يقرأ بين الفينة والاخرى التقارير المؤكدة حول ثبوت الاضرار من مشاريع الصرف الصحي على التربة والمزارع والتي تجعل الكثير من اصحاب المزارع المتضررة يرفعون دعاوي ضد مصلحة الصرف الصحي ولعلي اذكر بأحدها ما نشر قبل وقت في صحيفة الاقتصادية بأن مواطنا رفع دعوى ضد مصلحة المياه والصرف الصحي في المنطقة الجنوبية بسبب تضرره من الصرف الصحي والذي دعم دعواه بالتقارير العلمية التي تؤكد ثبوت الضرر على الارض من مياه الصرف الصحي، وما زالت تلك القضية تناقش في الجهات ذات الاختصاص.
وانا اتساءل هنا لماذا لا يتم ابعاد هذا المشروع الى موقع آخر بعيدا عن المناطق السكنية والزراعية تجنبا للاضرار المتوقعة قبل ان يقع الفأس على الرأس، وقبل ان يأتي اليوم الذي نرى فيه وزارة الزراعة تعلن فيه ان منتوجات المزارع القريبة من مشروع الصرف الصحي في محافظة الزلفي غير صالحة للاستعمال الآدمي، وحتى لا يأتي اليوم الذي نرى فيه اصحاب تلك المزارع يرفعون دعاوى تظلم حول ما يلحق بهم من اضرار، وحتى لا تكون هناك خسائر اخرى مستقبلا تترتب على موقعه الحالي اذ ان ضرر هذا المشروع في موقعه الحالي واضح للعيان بسبب التعنت والعناد من قبل بعض الافراد الذين يطالبون بتنفيذه في موقعه الذي اقترحوه للبلدية بل تبرعوا بأرضه.
عبدالرحمن الفرهود
الزلفي علقة