عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد اطلعت على مقال الاستاذ حمد الدعيج في عدد 23/10/1420ه تعقيبا على مقال احمد الدامغ حول البرامج الشعبية ولقد اطلعت على المقال الاصل ولم ارغب التعقيب عليه لانه مقال يفتقر الى ادنى قواعد النقد الموضوعي المحايد فلقد تلخصت فكرة هذا المقال في الاستهانة بالبرامج الشعبية كاملة بدون استثناء ووصف القائمين عليها بالجهل والامية وقد عجبت ان يستهلك هذا الكاتب من وقته ووقت القارىء بالكتابة عن هذه البرامج والنقد والاستهانة فقط دون ان يقدم تصورا موضوعيا كاملا لما يجب ان تكون عليه هذه البرامج وهذه البرامج على ما هي عليه الآن لا شك انها افضل بكثير من برامج ومسلسلات تفرض على المتلقي من خارج هذه البيئة السعودية ورغم هذا لم تتعرض للنقد والبرامج الشعبية محل اهتمام ومتابعة لشريحة كبيرة من المتلقين لوسائل الاعلام خصوصا في مجتمعنا السعودي لسبب بسيط ان هذه البرامج من هذا المجتمع واليه وليست مستوردة ولا تحكي عن مشاكل خارج الحدود وفي هذا السياق اود الاشارة الى بعض النقاط الآتية.
1 وصف مقدم هذه البرامج بالامية والجهل مخالف للحقيقة ومجانب للواقع, وهذه البرامج اصلا هي بحاجة لمن يفهم هذا التراث الشعبي الاصيل وليست بحاجة الى دكاترة لتقديمها, فما هي شهادة ابن لعبون وما هي شهادة ابن سبيل وما هي شهادة ابن شريم وغيرهم من الاعلام, فهل كانوا بحاجة لهذه الشهادات ليصلوا لما وصلوا اليه, والمتلقي في بلدان العالم المتقدم يطالب ان يقدم مثل هذه البرامج صاحب الصنعة وليس صاحب الشهادة, فمثلا نجد ان من يقدم برنامجاً عن الاسرة ونشاط المرأة عادة تكون امرأة وليس رجلا ولا اتوقع ان يكون هناك طبيب في القلب او الانف او الاذن والحنجرة يقدم برنامجا شعبيا,, والمطلوب هو ان يكون مقدم هذه البرامج ملما بها وشاعرا وهذا هو الواقع ومقدمو برامجنا والحمد لله ملمون بالشعر والثقافة العامة وهذا لا يعني انهم معصومون من الخطأ او منزهون عن النقص او النقد ولكن من خدم هذا التراث هذه السنين الطويلة لا يكون جزاؤه هذا النقد الاهوج وهو بحاجة الى التشجيع والنقد الموضوعي الذي يطرح المشكلة وعلاجها.
2 لو افترضنا جدلا اسناد برنامج شعبي للدامغ فماذا كان يقدم لنا ومن الذي منعه من المشاركة في ذلك.
3 تعرض إلى الشاعر مهدي بن عبار والشاعر ناصر السكران وغيرهما من مقدمي البرامج ووصفهم بالامية والجهل, ومعروف ان الشجرة المثمرة وحدها هي التي تقذف بالحجارة, وحبذا ان يكون النقد موضوعيا ويتحرى صاحبه الدقة بعيدا عن عاطفة الحب او الكره او الحساسية الشخصية التي ليس لها علاقة بالموضوع مطلقا.