عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
اصبح العالم اليوم كالقرية الواحدة ما يحدث في شرقه يعلم به من في غربه وهكذا، وذلك ناتج عن تطور وسائل الاتصالات والثورة التي انفتحت على العالم في مطلع القرن العشرين، ومن ذلك الانفتاح الذي امتدت خيوطه الى كل بيت شبكة الانترنت تلك الشبكة العنكبوتية التي تصل كل مدينة بالاخرى وكل دولة بأختها، وتبعا لذلك انساق الجميع لهثا وراء تلك الشبكة طلبا لاكتشاف مكنونها تسلية وترويجا، ففتحت المقاهي في كل زاوية من زوايا المدن، واتصل الناس بتلك الشبكة عبر اجهزتهم، وتدرب على استخدامها الصغير قبل الكبير.
اخي ولي الامر: مادورنا تجاه تلك الشبكة عندما يتصل بها ابناؤنا سواء أكان ذلك الاتصال تحت مراقبتنا ام عند غيبتنا؟
يجب ان يكون لنا دور الرقيب الذي لا يفتأ عن المراقبة لان عالم الانترنت عالم مليء بالفتن شئنا ذلك ام أبينا، لذا يتوجب علينا ان نكون على فهم ودراية بما يجول في اجهزة ابنائنا لان مجرد الاتصال عبر تلك الشبكة يطلع المتصل على عالم آخر لم يكن قد تعرف عليه من ذي قبل، وان المؤسف المحزن ان الفئة العظمى التي ترتاد المقاهي او تتصل بالشبكة من شبابنا انما تؤم وتطلب شبكة المحادثات c h ating تلك المحادثات المباشرة التي يستطيع من خلالها الشاب تجاذب اطراف الحديث مع كل الداخلين في تلك الشبكة كما ان بامكانه تبادل الصور مهما كانت من خلالها، ويالله كم من الصور الخليعة المدبلجة التي يتم تبادلها عبر تلك الشبكة بين ابنائنا ولك ان تتصور ماذا يحدث بعد ذلك الانفتاح الذي كان بعض الشباب يحلم به يوما ما واما الآن فقد اصبح بامكان الشخص الحصول على تلك الصور ومن ثم ترويجها عبر الاسطوانات والممغنطات وتبادلها بين الشباب فتلك صور للفنان الفلاني وتلك صورة للفنانة الفلانية وهلم جرا.
ان الدور الذي يجب ان يقوم به اولياء الامور تفقد ابنائهم ومحاولة الاطلاع على اجهزتهم وعدم تمكينهم من الاشتراك في تلك الشبكة الا بعد النضوج كما يجب تشديد الرقابة على تلك المقاهي التي اصبحت تغص بالشباب الذين ليس لهم هم الا فتح المواقع الجنسية وان كان الكثير منها يخضع للرقابة ولكن الذي يفوت على الرقيب وعلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اكثر والله المستعان.
اخي العزيز: ان الكثير من المشكلات التي اصبح يواجهها المربون في المدارس هي تداول طلابهم اسماء المواقع الفاضحة التي تنشر الرذيلة والجنس، وغدت تشكل خطرا على اولئك الاحداث، فصار من الطبيعي ان ترى الصور الفاضحة تتداول بينهم فما دور المربي تجاه تلك الفتنة التي لا يملك العاقل الا ان يقف امامها مذهولا يفكر في الخلاص منها قدر المستطاع، ولكن قد يتعذر عليه ذلك، الا ان يكون لديه رقابة ذاتية في بيته وينشر الوعي بين اهله واولاده وذويه كي يكون الحذر منها عن قناعة لا اكراه.
عبدالله بن خليفة السويكت
ثانوية الأندلس بحي السلام