جمعتني صدفة طيبة بالصديقة وفاء الزيد وهي من اللاتي كللن طموحاتهن بالدراسة والتخصص والعمل الوظيفي الى جانب الامومة الناجحة، ثم أضافت الى ذلك المغامرة بمشروع تجاري.
قالت: هي فعلا مجازفة,, وهي أيضا خطوة لابد منها,, والجديد مثير وواعد يغري بالمبادرة.
هل تتابعين مسيرة النساء في ساحة الأعمال؟ إنهن نخبة شجاعة وأعدادهن تتنامى, إن الظروف لا تحيطنا بالزهور ولا تفرش لنا السجاد الأحمر,, ولكننا سنعبد الطريق للأخريات, نحن ندرس كل الفرص والسبل المتاحة التي يمكن ان تدعم مشاريعنا, نحن نحاول الآن ان نجتمع بانتظام لمناقشة شؤوننا الاستثمارية، غرفة التجارة والصناعة تشملنا ببعض خدماتها، وتحاول ان تدعمنا بما تستطيع ولكن ظروفها لم تستوعبنا بعد بصورة كافية.
لابد أن نسعى لملء الفراغ وتعويض النقص,.
قلت: معرفتي بما تفعله الغرف التجارية، تؤكد لي أنها جادة في دعم مشاركة المرأة.
استطردت: هل تعلمين أن هناك مجموعة من المهتمات والمتخصصات ونساء الأعمال الممولات قررن أن يفتحن مؤسسة للقيام بأعمال التدريب للنساء وتقديم برامج تأهيلية في الإدارة وعلم النفس وما يختص بوضع الميزانية والتمويل؟
قلت: هذا جميل، وفقهن الله,, وقد كانت مؤسسة الخليجية هي الاسبق لهذه الفكرة منذ قرابة عقدين من الزمان,, أذكر بالخير جهود الدكتورة عائشة المانع والسيدة مزنة ولولوة العماري وربما هناك أخريات كن وقتها رائدات في هذا المجال، تدريب الطاقات النسائية وتقديم الاستشارات المهنية لها بصورة تخصصية,, لا خدمة عامة دون مقابل تجتهد وقد تصيب وقد لا تصيب.
يا عزيزتي,, حديثك يلامس الهم العام والتطلعات الطموحة,.
لا أشك أن هناك كثيرات ابتدأن يقتنعن بجدوى العمل كنساء أعمال.
قالت: ستكون تجربة الرائدات هناك لتقديم النصيحة والدعم.
***
فعلا تجربة المرأة السعودية في وجه التحديات تجربة تستحق الإشادة.
أتذكر حوارا آخر دار بيني وبين الأخت هداية درويش حول موضوع إنجازات المرأة السعودية وما تفعله لتعبيد الطرق المتعبة غير المعتادة على حضور النساء.
يرى البعض ان عطاء المرأة السعودية ينحصر فقط في قطاع التعليم وان مواكبتها لمراحل التعليم لا تعدو أن تكون نوعا من المحاكاة التي لا تحمل الجدية.
ولكن المتابع المنصف لمسيرة المرأة السعودية يرى بوضوح مدى مساهمتها الجادة والفعالة في مختلف مناحي الحياة بما يتناسب مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، عبر ما يزيد على نصف قرن من الزمان، فهناك الطبيبة والمعلمة والادارية والاذاعية والصحافية، إضافة الى مجالات العمل الاجتماعي والتطوعي وقطاع المال والأعمال.
وسنعود الى ذلك الحوار غدا.
د, ثريا العريّض