** هناك قضية هي محل تساؤل الجميع,, لا يكاد يخلو مجلس من طرح تساؤل عنها,, وهي قضية غسل اليدين بعد الاكل في مغاسل تقود البقايا الى البيارات او في الحمام والنهاية واحدة,.
** ومعلوم ان اليدين بعد الأكل تحويان بعض المأكولات,, وهي من النعم التي يجب احترامها وحفظها خشية غضب الله وزوالها,.
** اما عن أكياس المأكولات التي تجمع ثم ترمى في (الزبائل) فهذه لها قضية أخرى,.
** لقد وقع نظري قبل ايام على فتوى سؤال وجواب في هذا الشأن,, وكان السؤال موجها لسماحة الشيخ العلامة محمد بن ابراهيم آل الشيخ,, مفتي المملكة سابقا,, ورئيس قضاتها ورئيس الشؤون الاسلامية في السابق رحمه الله وقد اجاب سماحة الشيخ عن هذا السؤال بكل تفصيل وتوضيح,, وكانت اجابته شافية محددة,, يقول السؤال:
** سماحة الشيخ,, ما حكم غسل اليدين بعد الاكل في احواض التغسيل التي تصب في الحمامات والبيارات الى آخره؟!
** فأجاب شيخنا الجليل رحمه الله: (لقد انعم الله تعالى على عباده بأنواع النعم وأمرهم بشكرها,, ومنها نعمة الاطعمة والاشربة قال تعالى (كلوا من رزق ربكم واشكروا له) فيجب على العبد شكر هذه النعم,, ومن شكرها الا يستخف بها ولا يمتهنها او يلقيها في المواضع القذرة,.
** وأما تغسيل الايدي بعد الطعام في هذه الاحواض المذكورة,, ففيه تفصيل,, فإن كان معها شيء من الطعام وتعمد القاءه في تلك المواضع فهذا لا يحل ولا يجوز,, لانه من امتهان النعم وعدم توقيرها,, وان لم يكن الا تلك الاشياء التي علقت باليد او بالاناء بدون ان يتبعها شيء من اجزاء الطعام وفتات الخبز ونحوه فلا بأس بغسلها في اي موضع شاء لان ما يجتمع منها شيء وسخ لا قيمة له,, ولا احد يرغب تناوله,, بل هو من اوساخ اليدين اللزجة التي لو جمعت في اناء لم يكن لها راغب مهما بلغ به الجوع والعطش وكذلك ان تبعها شيء يسير يشق التحرز عنه كحبات ارز او نحوها!!
** انتهت اجابة سماحة الشيخ وهي اجابة واضحة كما قلت,, وقد كنا نسمع من البعض ان الامر محرم كله,, او ان الامر مباح كله,, ولكن يبدو ان هذه الفتوى هي الاقرب الى النفس,, وبالتالي,, هي الاقرب الى الصواب,, وكما هو معروف ان فتاوى سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله فتاوى دقيقة وواضحة وشافية.
** وبنشر هذه الفتوى مؤخراً يبدو ان اللبس قد زال في هذه المسألة,, وان النقاشات فيها قد تتوقف.
|