المساواة بين الضحية والجلاد ظلم لا يقبله أي انسان، اما أن يلقى اللوم على الضحية ويبرأ الجلاد، فهو تحريض وتشجيع لذلك الجلاد على مواصلة تعذيبه لضحيته ومشاركة معنوية ممن يختلقون له الاعذار لتبرير جريمته.
وتحميل المقاومة الاسلامية اللبنانية مسئولية العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان، هو أكثر من ظلم فاضح يرتكب ضد الشعب اللبناني والعرب والمسلمين جميعا، فالمقاومة الاسلامية اللبنانية فعلت ما هو منتظر من شعب تحتل اراضيه من قبل قوات أجنبية، وهو عمل لقي التأييد من كل القوى الدولية حينما تصدت حركات التحرير والمقاومة الوطنية في كل مكان وفي كل العهود، ولقد وجدت المقاومة الوطنية في البلدان الاوروبية ابان الاحتلال النازي كل اوجه الدعم والمساندة وبالذات من الولايات المتحدة، التي امدت رجال المقاومة في فرنسا بالذات بالاسلحة والمعلومات، بل وساهمت برجالها الذين شاركوا في العديد من العمليات الفدائية التي نفذها المقاومون الفرنسيون ضد قوات هتلر، اضافة الى تحمل امريكا العبء الاكبر في الحرب العالمية الثانية والتي ادت مشاركتها عسكريا وماليا وسياسيا الى دحر قوات النازي وتحرير اوروبا.
وما يفعله رجال المقاومة الاسلامية اللبنانية فوق ارضهم التي يحتلها جيش اجنبي لايقل وحشية عما كان عليه جيش النازي في اوروبا,.
نقول ما يفعله رجال المقاومة الاسلامية اللبنانية حق مشروع قامت به وسارت عليه كل الشعوب الابية التي ترفض الذل والاحتلال وهو ما تقره كل الاعراف والمواثيق الدولية التي تعطي الحق للشعوب التي تتعرض اوطانها للاحتلال مقاومة المحتل.
والذي يعزز الحق الشرعي لرجال المقاومة الاسلامية اللبنانية في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، ويعطيهم البعد القانوني والاخلاقي ايضا انهم يقصرون عملياتهم واهدافهم على مواقع جيش الاحتلال وجنوده والعملاء الذين يتعاونون معه، وهذا ما يفعله كل المقاومين الذين يسعون لتحرير ارض بلادهم ولا يسعون للتخريب او لمجرد القتل، كما تفعل قوات الاحتلال الاسرائيلي التي بعد ان عجزت عن مواجهة ضربات رجال المقاومة الاسلامية اللبنانية، اتجهت للقيام بأعمال التدمير والتخريب والقتل العشوائي للمدنيين العزل، وآخر ما ارتكبته من اعمال لا تمت لأخلاق الحروب ان كانت هناك اخلاق,, او اصول للقتال تدميرها وتخريبها للبنية التحتية للبنان.
فهل يوجه اللوم للمخربين والجلادين، أم يحصر ويوجه لأصحاب الحق ضحايا الهجمة الاسرائيلية؟!
الجزيرة