في آخر تقليعة جديدة اليابانيون يستعينون بالخاطبة الإلكترونية لتسهيل اختيار شريكة حياتهم الخدمة تتكلف 4 آلاف دولار والشركة المنتجة تخطط لعقد 50 ألف زيجة |
* لندن:مندوب الانترن
الحب والزواج على الطريقة الألكترونية هو أحدث صيحة ناجمة عن التطور المذهل في عالم الاتصالات والإلكترونيات ويبدو أن دور الخاطبة التقليدية قد اندثر أو كاد ليفتح المجال لخاطبة آلية تتولى التوفيق بين راغبي الزواج. وقالت اذاعة هيئة الاذاعة البريطانية في تقرير نشرته على موقعها في الشبكة ان هذا التطور يقوده رجل أعمال ياباني قام بتأسيس شركة معلومات هي الأولى من نوعها في العالم لتقديم خدمات تعارف لمشتركيها عبر هاتف فيديو جوال مستغلا بذلك ولع اليابانيين بالأجهزة الإلكترونية. وستتيح الشركة التي تدعى كيوسورو أن يتصل المشترك - رجلا أو امرأة - عبر هاتف فيديو جوال خاص تبيعه الشركة لهم ببنك للمعلومات يقرأ فيه المشترك كل التفاصيل المهمة عن فتى أو فتاة الأحلام قبل أن يرى صورة الشخص ثم يحصل اللقاء الأول على شاشة الهاتف وبعد التحاور مع الشخص المطلوب يمكن للمشترك آنذاك أن يرفض الاستمرار في الاتصال أو يقرر المواصلة وإذا سار كل شيء على ما يرام يلتقي الشخصان وجها لوجه ليشرعا في تفاصيل الزواج. وتقول إحدى المشتركات وهي إيكومي أوهاشي البالغة من العمر 29 عاما إن هذه الطريقة أفضل من الطريقة التقليدية وبالأخص مع زيادة مطالب المرأة اليابانية في الآونة الأخيرة في تحديد صفات الزوج المناسب مشيرة الى أن هاتف الفيديو يساعد على معرفة الشخص جيدا وبسرعة مثلا ماذا يحب أو ما هي وظيفته أو معدل دخله المالي ولكن خدمات الحب الإلكتروني هذه باهظة الثمن اذ تبلغ تكاليف الاشتراك أكثر من ثلاثة آلاف دولار أمريكي إضافة إلى 300 دولار سعر الهاتف الفيديو للرجال ومجانا للنساء. ويقول مندوب الشركة التي كانت تقوم بدور الخاطبة بالطريقة التقليدية منذ 25 عاما إن هذه الخدمات تجعل الحب والتعارف أكثر سهولة وفي الماضي كانت الشركة تعمد إلى إرسال صور الراغبين بالتعارف والزواج عبر البريد العادي الذي كان يستغرق شهورا .بينما لا تستغرق العملية عبر الهاتف الجديد أكثر من خمس دقائق و بدون التعرض إلى خيبة أمل حين يتم اللقاء وجها لوجه -في المجتمعات التي تبيح مثل ذلك -ويصر البعض أن الأسلوب الإلكتروني الجديد في الغزل لا يعني أن الرومانسية في المجتمع الياباني قد اندثرت ولكنه بالتأكيد يعكس حالة مجتمع أصبح يفضل أن يبقى مجهول الهوية اذ يزداد عدد الأشخاص الذين يعيشون وحدهم مفضلين الزواج في عمر متأخر . ويعتقد مدير قسم التسويق في الشركة أن هاتف الفيديو يحسن من طرق الاتصال البشري اذ كان الاتصال الهاتفي في السابق مقصورا على الصوت والآن اصبح بالصورة أيضا موضحا أن الوسيلة الجديدة قد سهلت من عملية الاتصال لكن جعلتها أكثر أهمية وعادت بها إلى أصلها أي الاتصال وجها لوجه وتشير الإحصائيات الأخيرة في اليابان إلى أن متوسط عمر الرجل الياباني عند الزواج هو 28 عاما والمرأة 26 عاما أي أقل بسنتين عن متوسط عمر الزواج خلال الثمانينيات .ورفضت الشركة أن تفصح عن عدد الهواتف التي باعتها حتى الآن لكنها قالت إن هدفها هو بيع 50 ألف جهاز بحلول شهر مارس القادم .وقالت أوهاشي إنها تتلقى خمسة إلى عشرة اتصالات يوميا من الشباب ولكنها لم تجد ضالتها بعد وقد أعطت نفسها مهلة عام لتجد الزوج المناسب ووصفت الخدمات بأنها استثمار جيد إذا قادت إلى الزواج في النهاية . يذكر أن 54 مليون شخص في اليابان يملكون الهاتف الجوال أي نصف عدد سكان اليابان تقريبا ويأتى التعارف الإلكتروني ليضيف عنصرا جديدا لما تجلبه هذه الأجهزة من تغيرات على حياة اليابانيين .ويستعمل عدد كبير من اليابانيين الهواتف الجوالة لإرسال واستلام رسائل إلكترونية وقراءة أسعار الأسهم أو التعرف على حالة الطقس خلال العطل الرسمية والقليل منهم يستعمله للاتصال بشخص آخر. ويعني ذلك عدم التحدث مع أي شخص ويبدو أن هذه هي آخر تقليعة في اليابان.
|
|
|