مفهوم مبيدات الصحة العامة لا يعني ان هذه المبيدات غير ضارة بالإنسان بل هي اكثر المبيدت خطرا على الانسان لأنها تستخدم في اماكن تواجد الانسان، المنزل.
اعتمد المختصون في علوم المبيدات على تقسيم المبيدات المصنعة او الطبيعية الى عدة اقسام فتقسم على حسب التأثير السام او على التركيب الكيميائي او على طبيعة ومكان الاستخدام او غيره فهذه التقاسيم تستخدم لتسهيل وتنظيم التعامل مع المبيدات, فمثال على تقسيم المبيدات كيميائيا تقسم المبيدات الى عدة مجموعات أو عوائل كيميائية فنجد مثلا المبيدات الكربماتية، الفوسفورية، الكلورونية,, الخ، اما تقسيمها حسب الاستخدام فتقسم الى مبيدات زراعية او مبيدات الصحة العامة, وهذا التقسيم الاخير لا يعني اختلاف المجاميع الكيميائية فقد يستخدم مبيد لمكافحة الآفات الزراعية وهو ينتمي لنفس المجموعة الكيميائية التي يتبعها مبيد مستخدم لمكافحة الحشرات المنزلية.
ولتوضيح خطورة الفهم الخاطئ لمبيدات الصحة العامة بأنها أكثر أمانا ظنا انها تختلف كيميائيا وسمّية عن المبيدات الزراعية فلنأخذ على سبيل المثال مبيد الملاثيون فهو ذو سمية على الإنسان ويباع ويستخدم لمكافحة الآفات الزراعية وكذلك لمكافحة الحشرات المنزلية، وهذا توضيح بسيط لتصحيح المفهوم الخاطئ لمبيدات الصحة العامة، فهي ليست آمنة للإنسان بل سميت بهذا الاسم كتقسيم استخدام فقط,, كما تجدر الاشارة الى ان اكثر المبيدات المستخدمة في مكافحة الحشرات والزواحف المنزلية تعتبر خطرة جدا على صحة الإنسان إذا اسيء استخدامها والتعامل معها, فمثلا المبيدات الفوسفورية المستخدمة لمكافحة الآفات المنزلية فهي تقتل الحشرات عن طريق تأثيرها على بعض انزيمات الجهاز العصبي للحشرة فتعمل على شلها وبالتالي موتها,, فهذه الانزيمات مشابهة جدا للانزيمات المتواجدة في الجهاز العصبي للانسان مما يعني ان هذه المبيدات ستؤدي نفس الأعراض والآثار على الإنسان إذا تعرض لها بكمية ووقت كاف لاحداث أثرها, لذا يجب أخذ الاحتياطات واتباع التعليمات المتواجدة على عبوات المبيدات عند استخدامها او تخزينها كما يجب ارتداء الملابس الواقية والكمامات المنقية للهواء ويجب تهوية الأماكن المقفلة والتأكد من غسل الأواني المنزلية التي قد تصاب برذاذ المبيد المرشوش كما يجب التخلص من المواد الغذائية المكشوفة اثناء الرش,, كما اود ان أهيب بالاخوة العاملين في مؤسسات وشركات رش المنازل بعدم التساهل في هذه القضية لسلامتهم وسلامة المستفيدين من خدماتهم,, كما أود ان أشير الى أن التعرض الدائم والمستمر لكميات قليلة من المبيد والتي لا يظهر تأثيرها السام السريع قد تتركز في الجسم مع الوقت وتصبح مسببة للأورام الخبيثة او اتلاف احدى الوظائف الفسيولوجية داخل جسم الإنسان أو قد تكون مسببات للعقم أو مسببة للأمراض المزمنة, كما أود أن اهيب بإدارة السلامة بالدفاع المدني اعادة النظر والرقابة على المتاجرين برش المبيدات المنزلية للتأكد من صلاحية المبيدات وعدم بقائها في البيئة أكثر من الوقت الكافي للقضاء على الحشرات المنزلية، ضرورة الالتزام بالملابس الوقائية والأهم من ذلك ارشاد المستفيدين من الخدمة من قبل القائمين بتطبيق المبيدات بعدم التواجد في اماكن التطبيق وضرورة تهوية المنزل بعد التطبيق, تحدد الفترة بعد التطبيق وقبل التهوية حسب نوع المبيد وارشادات الملصق والتي يجب ان يتبعها المطبق لهذه المبيدات، كما يجب التأكد على عدم استخدام المبيدات ذات البقاء الطويل في الاسطح او الاماكن المعاملة، حيث ان بعض مقدمي رش المبيدات يقدمون ضمانات على عدم ظهور أي حشرة خلال ستة أشهر أو اكثر بعد أول رشة,, مما يعني ان المبيد يستخدم بتركيزات عالية او انه طويل البقاء في المنزل وسيتعرض له الاشخاص الساكنون طيلة هذه الفترة,, لذا يجب التأكد من نوع المبيد المستخدم ووضع الانظمة اللازمة لتحريم استخدام المبيدات المنزلية ذات البقاء الطويل.
* أستاذ المبيدات المساعد
كلية الزراعة جامعة الملك سعود