الرفاعي ودعم الكتاب في عاصمة الثقافة محمد عبدالرزاق القشعمي |
سعدت كثيرا وانا استمع لفقرات الاحتفال الكبير بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 الذي رعاه امير الرياض وعاشقها الاول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مساء يوم السبت 16/10/1420ه وسوف لن استعرض ما تم في الحفل، ولكن كلمة معالي الاستاذ الدكتور محمد عبده يماني باسم الادباء والعلماء بالمملكة؛ بل انني لن اتناول الكلمة بمجملها فقط فقرة صغيرة جاءت في ختامها:
وقد اعجبت كثيرا برأي استاذنا المرحوم عبدالعزيز الرفاعي وهو يحاول جاهدا اقناع الجهات المسئولة بدعم المؤلّف والمؤلَّف، فهناك الكثير من الكتاب والكاتبات الذين يقبعون على ابحاث عظيمة ويجرون دراسات مفيدة ثم يعجزون عن نشرها، فلا بد ان تتصدى الجهات الثقافية لهم وتعينهم وتأخذ بأيديهم وتعينهم وتختار الصالح منها وتشجعه كما تفعل بعض الدول الاخرى، وفي هذا تشجيع للادب والعلم والثقافة في هذه البلاد، كما انه في الوقت نفسه رعاية غير مباشرة للمبدعين من اولادنا وبناتنا .
ويحق لي ان اشير لهذا الرجل بعد رحيله عنا قبل عدة اعوام فقبل عقد ونصف كنت اعمل بالرئاسة العامة لرعاية الشباب كرئيس للقسم الادبي بالشئون الثقافية، وكلفت بالاشتراك في لجنة اقترحت تشكيلها الامانة العامة لمجلس الوزراء لدراسة رسالة قدمها المرحوم لرئيس مجلس الوزراء متضمنة طلب اعطاء الكتاب السعودي دعما وقيمة وافساح المجال له لدخول الدول العربية الاخرى دون رقيب او حواجز وتحمل تكاليف ذلك، لكون المؤلف لا يستطيع تحمل تبعات ذلك لوحده ما لم تتدخل الدولة لتذليل العقبات من جمارك ورقابة واجور نقل,, الخ, وقبلها الطباعة مع تقدير المؤلف لما بذله من جهد وتعب, الخ.
وقد احيلت رسالة معالي الشيخ عبدالعزيز الرفاعي من مجلس الوزراء الى الرئيس العام لرعاية الشباب سمو الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بصفته راعي الثقافة والادب بالمملكة لدراسة اقتراحه ، حيث طلب تشكيل لجنة لدراستها وتقديم المقترح المناسب.
وقد كلفت كممثل للرئاسة الى جانب الاستاذين/ محمد الموسى مدير المكتبة الوطنية بوزارة المعارف (آنذاك) وصالح الضراب ممثلا لوزارة الاعلام, وتم اللقاء ببعض الادباء ومنهم مقدم الاقتراح بمكتبه بدار الرفاعي بشارع جرير بالرياض وكان (رحمه الله) متواضعا متباسطا معي وقابلته لوحدي لاخذ بعض المعلومات التفصيلية منه, وكان هناك لقاء آخر ببعض الادباء بالنادي الادبي بالرياض مع الاستاذ عبدالله بن ادريس, ثم لقاء ثالث مع الناشرين في المكتبة الوطنية بشارع الوزير, وبعد ان كونا وجهة نظر رغم تفاوت الآراء والافكار اقترحنا ان نختتم الدراسة بماهو متبع ببعض الدول العربية وكيفية دعمها للكتاب مثل تونس من المغرب العربي والعراق من المشرق العربي والكويت من الخليج العربي, وذهبنا الى هناك وجمعنا معلومات جيدة قدمت للجهة المسؤولة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب, ثم اجتمعت لجنة اعلى مكونة من وكلاء الرئيس العام لرعاية الشباب ووزارتي المعارف والاعلام، واقرت ما قدمته اللجنة ورفعته الى سمو الرئيس العام رحمه الله وكان متحمسا لها ورفعها على شكل محضر اجتماع لمعالي وزير الاعلام آنذاك الاستاذ علي الشاعر فوقعها بلا تحفظ، وعند رفعها لمعالي وزير المعارف سابقا الدكتور/ عبدالعزيز الخويطر كان له وجهة نظر متحفظة، فاعيدت لدراستها مرة ومرات، وربما مازالت وتركت العمل او تركني وهي مازالت في الادراج.
كان الاستاذ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله يطالب بدعم الكتاب وتحمل الدولة تكاليف طباعته ولو من خلال تأمين مجموعة مما يطبع كتشجيع للمؤلف من ناحية، ودعم للناشر من خلال الغاء اجور الشحن والنقل،بل بلغ به التفاؤل ان يطالب بافتتاح مراكز الكتاب السعودي في اهم المدن العربية على ان تباع بسعر رمزي مثل المراكز الثقافية الاخرى كالمراكز الثقافية لاهم الدول العالمية مثل: روسيا، وامريكا، وبريطانيا، والمانيا,, الخ.
اذكر ان تونس مثلا لديها تجربة فريدة اذ انها تدعم الكتاب باعفاء جميع متطلباته الطباعية من الجمارك من احبار واوراق وصفائح (زنك),, الخ.
وتؤمن عددا لا يقل عن 20% من الكمية المطبوعة من الكتاب، على ان يوضع على ظهر الكتاب رقم النسخ المطبوعة منه كما شجعت دور النشر في الدول المختلفة مثلا تشترك دارتا نشر في دولتين في طبع كتاب واحد، على ان يوزع بينهما ويعفى من الجمارك ويصدر في تونس والجزائر مثلا، او تونس وبيروت وهكذا.
الحديث او الموضوع يستحق الاسترسال والاستئناف ولكن الذاكرة تخون احيانا.
المشروع كان هاجسا للشيخ الرفاعي وكان لايفتأ يثيره بين وقت وآخر الملف بكامل اوراقه مازال في الشئون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولعلها فرصة لنفض الغبار عنه واحيائه وتنفيذ ما يمكن او اعادة دراسة الممكن منه، ولعل الدكتور محمد عبده يماني في اثارته للموضوع بهذه المناسبة (الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000) يعطي الامل في اعادة الروح للموضوع ولتكن ايضا مناسبة لتكريم صاحب الفكرة الاول.
لا انسى اللفتة الجميلة الحانية من معالي الدكتور محمد عبده يماني اذ بعد القاء كلمته ونزوله من منصة الخطابة تقدم للسلام على الرائد والمعلم الاستاذ عبدالكريم الجهيمان دون غيره؛ لقد كان رائعا في موقفه ووقفته فهكذا يقدر العلماء.
|
|
|