* حوار : احمد الحسن
** لا يمكن للمتتبع للحركة المسرحية في الكويت والخليج بشكل عام ان يمر عليها دون ان يذكر الممثل والفنان الكبير سعد الفرج.
كان في زيارة للرياض، فحضرت لاخذ موعد لاجراء حوار معه وقد كان في العاشرة صباحاً كنت امام غرفته في الفندق، طرقت الباب فاذا به يفتح مرحباً وهامته تعلوها الطيبة ثم جلست امامه وطلب فنجانين من القهوة ثم بدأت بأسئلتي.
* من الملاحظ انك بعد التحرير قمت بانتاج أكثر من عمل تلفزيوني بخلاف زميلك الفنان حسين عبدالرضا، كيف ترى آخر هذه الاعمال؟
المسلسل الاخير الذي قمت به هو لمن تشرق الشمس وقد عرض على القناة الاولى في التلفزيون السعودي في رمضان الماضي وهناك عمل نقوم بالاعداد له على مهل حتى يكون بالشكل اللائق به.
* هل سيشارك فيه ممثلون من المملكة او الخليج؟
نعم، فنحن قد كتبنا العمل حتى يكون مناسباً لمشاركة الزملاء في المملكة حيث ان احداث المسلسل من الثلاثينيات والاربعينيات الميلادية.
* كيف استوحيت فكرة مسرحيتك صنطرون بنطلون ؟
في الواقع اردت ان تكون هذه المسرحية بمثابة لفت الانتباه لكل من لم يعايش تلك الفترة 30 50 وتذكير الشباب بأن هذه الحياة التي ينعمون بها لم ينعم بها آباؤهم واجدادهم، بل انهم لقوا من ضنك العيش ومرارة الحياة الشىء الكثير، فإذاً علينا الحفاظ على هذه النعمة وهذه المكتسبات.
* اذاً هل نجحت عروض المسرحية في الكويت الى الحد الذي جعلك تفكر في عرضها في دول المجلس؟
حتى والمسرحية كانت تعرض في الكويت كان هناك ما يأتي لمشاهدتها من الاخوة السعوديين فأتذكر انه كان هناك بعض الاساتذة في جامعة الملك سعود حضروا للمشاركة في مناسبة ثقافية في الكويت وصادف حضورهم عرض المسرحية، ولقد لمست منهم الرضا التام عن مضمون المسرحية، الشىء الذي اسعدني كثيراً.
* وماذا اردت ان تقول من خلال صنطرون بنطلون ؟
هي رسالة قصيرة وبسيطة ولكنها في نفس الوقت عميقة وقيمة، وهي ان تاريخنا في الخليج واحد وجذورنا واحدة ويجب ان نكون متكاتفين ويداً واحدة على الدوام ان شاء الله.
* لو استعرضنا تاريخك كفنان نجد انك تعرضت لمصاعب كثيرة وتجاوزتها؟ ماهو الدافع الذي جعلك تصمد وتحتمل كل ذلك في مجتمع لا يأبه بالفن في ذلك الوقت، وهل كنت تنتظر مردوداً، وان كان، ماهو هذا المردود؟
عندما تحب شيئاً ما فإنك تحاول ان تجلب من الناس من يؤيدك في حب هذا الشىء وهذا ما جعلني اتحمل كل العناء الذي لقيته في مشواري الفني.
* من اين لك هذا الحب الكبير للمسرح؟
كنت طفلاً عندما انخرطت في المسرح الشعبي كبائع لتذاكر المسرحيات ومنظم لمقاعد وصفوف المسرح حيث انني كنت اتمنى ان امثل ولو دوراً مع الفنانين الموجودين.
* هل تذكر لنا بعضاً من هؤلاء الفنانين ,,,؟
اجل، منهم الفنان خالد النفيسي والفنان عبدالله خريبط.
* اذاً خالد النفيسي اتى الى المسرح قبلك؟
نعم هذا صحيح.
* وكيف جاءت فرصتك للظهور؟
كان ذلك بقدوم الاستاذ زكي طليمات احسست بأنني كنت انتظره من زمن حتى يعطيني الفرصة لامثل فوقفت في اول مسرحية صقر قريش في دور ثانوي قصير مع الاستاذ زكي طليمات فبدأت اشعر بالراحة، عندها جاءني الفنان الراحل محمد النشمي من المسرح الشعبي وطلب مني العودة اليهم فرفضت لانهم عندما رأوني استفيد من زكي طليمات واتعلم منه طلبوني، وكانوا من قبل يرفضون اعطائي اي فرصة.
* اذاً كان الاستاذ طليمات يمثل لكم المسرح الاكاديمي بعدما جربتم المسرح الارتجالي؟
نعم، بلا شك فطوال الاربع سنوات التي قضيناها انا وزملائي مع الاستاذ زكي افادتنا كثيراً برغم اننا لم نحقق معه نجاحاً جماهيرياً.
* هنك رأي لحسين عبدالرضا قاله ذات لقاء تلفزيوني معه وهو ان الممثلين في الكويت لا يجدون قضايا وهموماً اجتماعية يجسدونها ويعالجونها من خلال الدراما، هل توافقه على هذا الرأي؟
كلا، لا اوافق فنحن منذ بدايتنا ونحن نمثل من كتابات كبار الكتاب كمحمود تيمور، وعلي احمد باكثير.
* قاطعته موضحاً: هو يقصد ان المواطن الكويتي ليست لديه مشاكل وهموم تستحق المعالجة درامياً؟
لا يوجد انسان على وجه الارض ليست لديه مشاكل او هموم.
* برغم الاعمال الكثيرة التي انتجت بعد مسلسل درب الزلق الا ان هذا المسلسل يظل عالقاً في ذهن المشاهد الخليجي، بل ربما ان جمهوره يتجدد مع مرور السنين برغم البساطة في عناصر العمل الدرامي في ذلك الوقت، الى ماذا تُرجع السبب؟
مسلسل درب الزلق له اجواء خاصة فتصويره تم في استديو وليست هناك مناظر خارجية وهناك عدة عوامل ساعدت على نجاحه منها: انه مقارب للبيئة الخليجية في المرحلة السابقة بشكل كبير لذلك فهو عمل واقعي قام برصد التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها المنطقة في الستينيات والسبعينيات وربما منذ الخمسينيات بالاضافة الى انه جمع عدداً كبيراً من الممثلين البارزين وكانت المنافسة بينهم داخل العمل وهناك عامل ذكرته انت وهو البساطة في الديكور وهناك شىء مهم وهو أن هذا العمل لم يبخل عليه مادياً.
- فتصور ان ميزانية الحلقة الواحدة من درب الزلق كانت 3 آلاف دينار وهذا المبلغ لا يصرف على مسلسل كامل الآن.
* لو شارك في العمل عنصر اساسي حقيقي بدلاً عن الممثل عبدالعزيز النمش ام سعد ، هل ترى انه سيرتقي الى اداء الفنان النمش في المسلسل؟
لاشك ان الممثل عبدالعزيز النمش يتمتع بموهبة خاصة واتذكر موقفاً طريفاً حصل لي معه في العمل، في احد المشاهد المفروض ان انزل من السطوح وهو جالس في مكانه وعندما بدأنا التسجيل نزلت، واذا بي افاجأ ببعض الاضافات التي ادخلها مثلاً: كان قد وضع بعض السدر على رأسه ويمشط شعره وهو يغني، وعندما رأيت ذلك منه لم يكن مني الا ان انفجرت ضاحكاً وتسببت في اعادة المشهد اكثر من مرة بسبب ضحكي.
* كيف رأيت مشاركتك في مسرحية قطع غيار ؟
الحقيقة اسعدتني هذه المشاركة التي تمنيتها منذ زمن والحمد لله تحققت على ارض المملكة الحبيبة وان التقي الجمهور السعودي الذي اعتبره هو القاعدة الحقيقية للفن في الخليج ومن خلاله يسطع نجمه، واما عن المسرحية فكانت في الاساس هي مسرحية جنون بشر وقمنا بتعديل بعض المشاهد في النص كي تتناسب مع العرض الحالي.
** من اللقاء :
* من محبته الكبيرة للجمهور السعودي كان يستقبل ضيفه ويرحب به بحرارة قبل ان يعرف باسمه!*
* من عادته ان يصحو باكراً في الكويت
* عدة مكالمات جاءته من منزله ليطمئنوا عليه
* تمنى ان يعرض مسرحية صنطرون بنطلون في مدينة الرياض .