تنعكس على نفسيته وتزيد من إنتاجيته إجازة الموظف تطرد الملل وتضاعف الرغبة في العمل |
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص
روتين العمل اليومي الذي يمارسه الموظفون وكافة الفئات العاملة سواء في الأجهزة الحكومية أو القطاعات الخاصة قد يصبح مملا وعبئا كبيرا على هؤلاء العاملين بل لا أبالغ إذا قلت أنه قد يؤدي إلى الاحباط لولا أن المشرع ومن خلال إدراكه لهذه الحقيقة وأهمية توفير الراحة للموظف والعامل قد أقر الإجازة سواء كانت أسبوعية أو شهرية لأهميتها في تجديد الدماء وتغيير الروتين للعودة من جديد للعمل بروح متجددة وعطاء خلاق يرفع معدلات الانتاجية، ولكن من خلال ملاحظات شخصية وانطباعات بعض المسؤولين وجد أن العاملين في كافة القطاعات الحكومية والخاصة متناقضون في التعامل مع الإجازة، البعض منهم حريص على الاستمتاع بها سنويا والاستفادة منها، وآخرون تجدهم يشعرون بكراهية للإجازة حيث تمر السنوات دون أخذ إجازة وهذه الفئة قليلة إلا أن تواجدها يثير العديد من التساؤلات والاستفسارات، ومن خلال هذه السطور ونحن نتطرق لهذه القضية سوف نركز على العديد من القضايا المرتبطة بالإجازة ونحن نستقرىء بعض الآراء والأفكار، فقد أكدت الأغلبية الذين التقيناهم على ضرورة الإجازة ودورها الهام في تطوير الأداء الوظيفي وأجمعوا على أن التخطيط للإجازة يجعل الموظف والعامل يستفيد منها هو وأسرته وحتى الإجازة الأسبوعية يجب أن تحظى بتنظيم جيد وألا تكون فقط مخصصة للمناسبات التي تقيد الإنسان دائما أو للنوم فقط، واشاروا إلى أن الموظفين الذين لا يهتمون بالإجازة لا يحبون التطوير والتجديد وقد لا يشعرون بجمالية الحياة ومتعة الإجازة، بل ان البعض أتهم الفئة التي لا تستثمر حقها في الإجازة بعدم بذل الجهد المطلوب في العمل وبالتالي لا يشعر بحاجته للراحة والآن تعالوا معا نتعرف على آراء مختلفة حول الموضوع لنحدد وحدة رأي حول الإجازة.
يقول الاستاذ عبدالرحمن محمد المنير مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بإمارة منطقة المدينة المنورة بداية أشكركم على طرح هذا الموضوع الذي يهم قطاعا كبيرا من المجتمع, فالإنسان ليس آلة بل هو دم ولحم ومشاعر وأحاسيس ولهذا فإنه يحتاج للراحة، حتى الحديد يصدأ إذا لم يأخذ نصيبا من الراحة، وقال إن واضعي الأنظمة والقوانين في كافة الدول والمجتمعات تنبهوا مبكراً لأهمية الإجازة وبنوا آراءهم على دراسات مكثفة نتج عنها دور الإجازة والراحة في تحسين العمل وتطوير مستوى الأداء وتم ادراج الإجازة الأسبوعية والسنوية، بل أن بعض الدول والمجتمعات رأت أهمية زيادة مدة الإجازة سواء الأسبوعية أو السنوية، فبعد أن كانت يوما في الأسبوع أصبحت يومين وأحيانا ثلاثة أيام, وكانت الإجازة السنوية أسبوعين وتمت زيادتها إلى شهر ثم في بعض الدول ولبعض الفئات اصبحت شهرا ونصف الشهر وربما شهرين، وتحرص الدول على تمتع الموظف بإجازته وتحث على ذلك، بل لا أبالغ إذا قلت أنه قد تفرض الإجازة أحيانا على الموظف للفائدة الكبيرة التي تعود على الموظف وعلى العمل، وقال المنير انني أدعو كافة الموظفين للاستفادة من الإجازة وأن يغير البعض أساليب تعاملهم مع الإجازة حيث يلجأ البعض إلى النوم الطويل فقط خلال الإجازة.
ويقول الأستاذ محمد سنوسي عامر مدير الأمن الجمركي بجمرك مطار الامير محمد بن عبدالعزيز انني من محبي الاستمتاع بالإجازة وأعد لها بتخطيط جيد حتى أستفيد منها ويستمتع بها أبنائي الذين هم في حاجة للإجازة واعتقد أن الإجازة نعمة كبرى من الله بها علينا لتجديد نشاطنا وتطوير مستوى أدائنا، وقال أود أن أقدم الشكر للمشرع الذي أوجد نظام الإجازة ويحث عليها بل ان النظام الوظيفي بالمملكة يفرض أن صح التبعير الإجازة السنوية حيث أقر عدم أحقية الموظف بتعويض عن اكثر من ثلاث شهور خلال خدماته حتى يفرض علي الموظف اخذ اجازة سنويا وإنني استغرب من بعض الموظفين عدم رغبتهم بأخذ إجازة وكأنها تعاقب نفسها وكذا أسرهم، وأبدى السنوسي دهشة كبرى من بعض الموظفين الذين يستمتعون بالإجازة بمفردهم دون اصطحاب الأبناء والأهل الذين هم في أمس الحاجة للإجازة.
ويقول الأستاذ نعيم بن عبدالواحد بوقس المسؤول الإعلامي بفرع الخطوط السعودية بالمدينة المنورة الإجازة نعمة كبيرة للإنسان سواء كان عاملا بالقطاع الحكومي أو الخاص أو في أي عمل شخصي وقد كفلت الأنظمة في كافة القطاعات الحق الكامل للموظف والعامل في الراحة والمطلوب هو الاستثمار الأمثل لهذا الحق وعدم إهدار هذا الوقت الثمين في الراحة والسفر والإطلاع على ثقافات العالم، وقال إنني أستغرب من العاملين الذين يهملون هذا الحق ولا يستمتعون بالإجازة وقال إن الإجازة لا تعني السفر فقط للخارج فقد لمسنا في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بالسياحة الداخلية التي يجب الاستفادة منها ومن برامجها السياحية والتي تشهد تطورا كبيرا في كل عام.
ويقول الموظف محمود زين الدين شحات من موظفي وزارة الإعلام انني من المؤمنين بأهمية الإجازة سواء كانت أسبوعية أو سنوية إلا أن بعض الموظفين لا يستمتعون بإجازاتهم كما ينبغي بسبب التزامهم بقضاء بعض معاملاتهم في الإدارات الأخرى خلال الإجازة لعدم قدرتهم على الخروج أثناء ساعات العمل، وقال إن بعض الإدارات الحكومية توفر خدمات التعقيب لمنسوبيها حتى تتيح لهم الاستمتاع بإجازتهم السنوية بعيدا عن هموم مراجعة الإدارات الأخرى وحبذا لو توفر كافة الأجهزة الحكومية قسما خاصا للتعقيب وإنهاء معاملات منسوبيها.
|
|
|