لا وقت للصمت ذلك المساء فوزية الجارالله |
منذ أيام وأجواؤنا تبدو أجمل,.
هناك تحركات فاعلة على كافة الأصعدة وكأنما أصبحت الرياض نبعاً يفيض ألقا وحبا لكل من قصدها,, ثمة أصوات ثقافية نستمتع بها فتضفي على هذا الشتاء مزيدا من الدفء والبهجة,, وقد سرني جدا ان اكون احدى الحاضرات للقاء الثقافي الذي تم على شرف الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي والتي تكرمت الزميلة الاخت الدكتورة حسناء القنيعير مشكورة باستضافتها في منزلها,.
كانت امسية دافئة فيّاضة برائحة الجمال والادب,, حيث كانت الدكتورة تتحدث بكل حب مع جميع الحاضرات,, أتأملها وأرى فيها ذلك الحضور المميز لامرأة مشرقة متجلية رغم سنواتها المديدة حفظها الله وتذكرت أنها كانت موضوعا لاحدى محاضرات (الترجمة الاعلامية) اثناء دراستي للترجمة في الجامعة,, كانت المقالة مكتوبة باللغة الانجليزية وقد قرأنا جزءا منها وقمنا بترجمته مع أستاذتنا,, وكنت قد قرأت وسمعت عنها الكثير ولذا فقد احتفظت بتلك المقالة.
تحدث عنها أحد أعضاء مجلس إدارة بورتا (تلك الدار التي تعمل د, سلمى الخضراء مديرة لتحريرها) وهو احد منسوبي جامعة ميتشجان ذلك هو الدكتور ايرنسن ماكاروس تحدث عنها قائلا:
(إن عبقريتها تكمن في اختيارها للاشخاص المناسبين لكل مرحلة من مراحل الترجمة)، حيث تقوم الدار بوضع مترجمَين اثنين لكل نص احدهما يعرف اللغتين والمترجم الآخر إما ان يكون شاعراً أو كاتباً لغته الاصلية هي الانجليزية (عند الترجمة من العربية إلى الانجليزية).
وقد كان هاجس الدكتورة سلمى منذ زمن بعيد ان تكون وسيطا جادا لنقل الادب العربي إلى اللغة الانجليزية لتمكين المتحدثين بهذه اللغة من الاطلاع والتعرّف على أدبنا العربي,, تضمن اللقاء عددا من الاسئلة الادبية والثقافية المتنوعة التي أجابت عليها الدكتورة سلمى بكل رحابة صدر,, وكنت طوال الوقت أراها نهراً متدفقاً من المعرفة والعلم الأدب,, إضافة إلى أنها كانت طوال حياتها شعلة من العطاء والإبداع بصورة مذهلة حيث اشارت بأنها قضت في ترجمة احد الكتب ما يقارب الألف ساعة,.
ما أتمناه حقيقة ان تستمر مثل هذه اللقاءات,, فنحن بحاجة ماسة لها,, إذ إن لها دورا قويا في إثراء أجوائنا الثقافية وإحيائها.
|
|
|