تقديم الشخص لنفسه عبدالمحسن بن عبدالله الماضي |
لماذا يوفق بعض الاشخاص في تقديم انفسهم للآخرين أكثر من غيرهم؟
ولماذا تمنح بعض الناس ثقتك بهم فور رؤيتهم، بينما يجعلك آخرون تشعر بعدم الارتياح والقلق تجاههم؟.
وما العلاقة بين كيفية رؤية الاشخاص لانفسهم والكيفية التي يقدمون فيها انفسهم للآخرين؟.
تساؤلات ربما ساورت ذهنك كثيرا، وبحثت لها عن اجابات، او ربما اعفيت نفسك من البحث عنها كسلاً.
إننا نستطيع تحسين صورتنا امام الآخرين، اذا عملنا على اكتشاف ذاتنا أولا، وعرفنا من نكون.
فاذا لم نكن على وعي تام بنقاط القوة والضعف في شخصيتنا فلن نستطيع تحديد النواحي التي يتوجّب تعديلها.
بالنسبة لبعض الاشخاص مهمة تقديم النفس للآخرين تشكل عقبة.
لأن هناك ارتباطا قويا بين تاريخ الفرد وطريقة تقديمه لنفسه، فاذا كان هناك شخص اقل وسامة في طفولته بالمقارنة مع أخ وسيم فانه سوف يتجنب التفكير في مظهره عندما يكبر.
واذا تعود شخص ما على كثرة الكلام وعلى كونه محور اهتمام اهله كطفل وتم تشجيعه على ذلك، فانه سيتحول الى ثرثار يتكلم بصوت مرتفع ويفضل ادارة الاحاديث وحده.
وحتى نتعلم شيئا عن انفسنا فان علينا ان نكشف انفسنا لانفسنا، وان يؤدي بنا ذلك الى الاعتراف بأننا جميعا لدينا نقاط ضعف ونقاط قوة.
يرى بعض الناس ان الضعف كلمة بغيضة، لذا فهم يحبون التظاهر بانهم لم يعرفوا او يجربوا الخوف قط، وبأنهم اقوياء، وعلى قدر من المعرفة والدراية بجميع الامور، وهم بذلك يخدعون ويضرون انفسهم حين يقدمون صورة صادقة للآخرين عن ذواتهم، اما من ينكرون جهلهم ويتخوفون من عبارة لا أعرف ,, أو أود أن أتعلم فانهم، يرون العالم بطريقة مغلوطة.
يؤكد علماء النفس ان احدى الطرق التي تعلمنا منها ونحن اطفال، وتكونت نظرتنا للعالم من خلالها هي الخوف، حيث اننا نتعلم انه اذا وقعنا في خطأ ما سوف تتم معاقبتنا،
وهكذا نخشى تكرار ذلك مرة اخرى,, لذا احساسنا المبكر بالخوف والضعف يؤثر تأثيرا قويا على شخصيتنا عندما نصبح بالغين.
اذا قدمت نفسك كشخص ناجح فان الآخرين سيتجاوبون معك تبعا لذلك، لذا فان على افعالك ان تدعم صورتك امام الغير، وربما تخشى من السعي لأهداف بعيدة,, ظنا ان من الاسهل لك ان تبقى كما أنت على أن تقبل تحديا ما، مع ان تعديل صورتك الشخصية يكمن في قبول ذلك التحدي.
|
|
|