رائع وجميل أن تكون الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 ولو أنه لا جديد في الأمر فالأختيار منطقي جداً لأن المملكة العربية السعودية هي قطب الرحى في الثقافة العربية والاسلامية.
لنعد قليلا الى التاريخ ولنتصفح جميع دواوين العرب اليوم أي منها لم ينخ بنجد رواحله؟! وايها لم يعرج على سوق عكاظ ومجنة وذو المجاز لصقله وتقويمه؟!
أي المعلقات السبع أو العشر لم تعبر من هنا؟.
هذا بالنسبة للثقافة في العصر الجاهلي أما في العصر الاسلامي فالامر لا يحتاج لأي عناء لاثبات أن هذا البلد هو المصدر للاشعاع الذي غمر نوره الكون بأسره.
لا أحد ينكر دور العواصم العربية في المشاركة في دفع وتفعيل الثقافة العربية واثراء الفكر والاسهام المؤثر الفاعل في عملية التطور الثقافي.
ما أريد طرحه في هذه العجالة وبما أن الرياض هي عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م وسيقيم ما قدمناه في نهاية العام (اختيار كل عاصمة لتكون العاصمة الثقافية عاما كاملا هدفه الاسمى خلق التنافس وشحذ الهمم للابداع).
بهذه المناسبة فانني أطرح فكرة أتمنى ان تتولى ما تستطيعه منها صحافتنا وفي مقدمتها الجزيرة والفكرة تتلخص في الآتي:
1 تخصيص اسبوع كامل من الجريدة لكل مدينة من مدن وطننا الحبيب يعرض خلاله نتاج تلك المدينة على مر العصور من علوم وآداب وفنون وتراث (مخطوطا أو مطبوعا أو مصوراً أو مسجلا) عن طريق القنوات الثقافية والأدبية والفنية.
2 القيام بزيارات لأعلام تلك المدن ومعمريها لأن كثيراً من المبدعين غير مشاركين في الأندية الأدبية وعدم نسيان من انتقل الى رحمة الله تعالى لتذكير الاجيال بهم وبابداعاتهم.
3 الاستعانة بالجامعات لإبراز مالديها.
4 انتاج افلام وثائقية تحوي الآثار والموروث الشعبي (العاب حكايات فنون اكلات عادات وتقاليد) مع ايضاح مناسباتها وزمن أقامتها في كل عام.
5 توثيق المنجزات العمرانية والبنى التحتية لكل منطقة.
6 تشكيل لجنة لتقييم الاعمال والمشاركات من مهامها:
أ اختيار وصائف من المدن البارزة في انجازها حتى لو كانت صغيرة (ولتكن أكثر من وصيفة لعروس الثقافة الرياض).
ب تقديم هدايا على شكل مجسمات توضع في مداخل المدن الفائزة.
وقبل هذا بث الوعي في كل مدينة وقرية للمشاركة في تقديم كل مالديهم من اعمال ومقتنيات تخدم الثقافة عن طريق قافلة تجوب المنطقة (بمعرفة إمارة المنطقة وبمشاركة الاندية الادبية وجمعية الثقافة والفنون) على ان يعود كل شيء لأصحابه بعد انتهاء عام 2000م.
وفي وقت محدد قبيل انتهاء العام 2000م تنطلق من كل منطقة قافلة ثقافية تتجه للعاصمة الثقافية للمشاركة في الحفل الختامي (كما هو موجود في الجنادرية).
امامنا عام كامل لنقول فيه كلمتنا في الثقافة العربية ولنثبت للعالم اننا عصاميون لا عظاميون وان نهر الابداع والتطوير لم يزل ينبع من هنا وان اختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000م ما هو الا عودة للدر الى اصله .
** خاتمة!

وألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالاياب مسافر