عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد: فقد قرأت ماكتبه الدكتور عبدالله الصالح العثيمين في عدد الجزيرة رقم 9989 وتاريخ 27 شوال عام 1420ه في زاويته الاسبوعية الجديدة (قراءة في كتاب) ص6 والدكتور العثيمين عرف بدقته العلمية في غالب أبحاثه التاريخية وسأحاول قراءة مالفت نظري في تلك الزاوية من ذلك العدد والتعليق علىمايهم التعليق عليه, آملاً ان يجد ذلك صدراً رحباً من الكاتب الكريم.
1 قال في بداية حديثه (وكاتب هذه السطور يعترف مقدماً بتقصيره عن متابعة تلك الكتابات) ثم قال بعد ذلك بقليل (صحيح أن اكثر تلك الكتابات أقل مايقال عنها انها ضعيفة اسلوباً ومضموناً) فكيف حكم عليها وهو يعترف بأنه لم يتابعها ولم يقرأها قراءة فاحصة.
2 قوله (وان الهدف الواضح من كتابتها تحقيق ما أمكن تحقيقه من دخل مادي في محيط تدعم فيه الاصدارات ذات التوجه المتصف بالزبد الذي يذهب جفاء أكثر مما تدعم الكتابات العلمية الجادة), هذا حكم من الدكتور العثيمين وسوء ظن لايجوز تعميمه على اكثر من كتبوا في تاريخ بلادنا خصوصاً من الباحثين المواطنين وبعضهم كلفتهم بذلك الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ومن يطلع على اصدارات تلك الامانة، وكذلك اصدارات بعض الوزارات والنوادي الادبية وقد اطلعت على بعضها يعرف مقدار مابذل في اكثرها من جهد علمي مشكور سدت فراغاً في رفوف المكتبة التاريخية السعودية وبخاصة تلك الاصدارات الجديدة التي لم تنشر من قبل.
3 قوله (وأكثر تلك الكتابات وهذه باستثناء بعض الكتب التي اعيدت طباعتها بالمناسبة المئوية كان من هذا التوجه), هذه زلة من الدكتور الكريم كان من المفروض الا يقع فيها وهو يعرف ان كتابه (تاريخ المملكة العربية السعودية) الجزء الأول والثاني كان من ضمن الكتب التي اعادت الأمانة طباعتها, فكأن الدكتور يثني على الطريق الذي فيه مؤلفاته فحسب دون الطرق الأخرى, والواقع ان قصر ثناء الدكتور على الكتب التي اعيدت طباعتها فيه اجحاف واضح بجهود أقلام من كتّابنا ومؤرخينا، ولو أن الكاتب الكريم لم يستثني وترك الكلام عاما لقلنا هذا رأيه، أما ان يقصر ثناءه وعلى طريق فيه أحد مؤلفاته فهذا مايؤخذ على الدكتور الكريم وقد قال الله تعالى (ولاتزكوا أنفسكم)الآية.
4 قوله (وما وجده، كاتب هذه السطور في زيارته الاخيرة لقطر عربي كريم خاصة من احدى جامعاته,,) كان من الدقة العلمية المطلوبة هنا أن يذكر الكاتب اسم هذا القطر واسم هذه الجامعة ليعرف القارىء الكريم أثر هذه الكتابات في ذلك القطر بدقة ولا أدري ما هو المانع من ذكر الكاتب اسم القطر واسم الجامعة.
5 قوله (زادوا اقتناعاً بأن ذلك النوع من الكتابات المشار اليها لم يكن لها اي اثر ايجابي لمصلحة وطننا قيادة وشعباً), هل من الدقة العلمية أن نحكم على أثر عمل لم يمض على صدوره الا شهور قليلة؟ ان هذا الاثر لهذه المؤلفات والكتابات لايمكن أن يبرز تأثيره العلمي والايجابي لمصلحة وطننا قيادة وشعبا الا بعد فترة ليست بالقصيرة وبخاصة اثرها العلمي وهو المهم.
6 قوله (كانت احدى المحاضرات التي القاها,, عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآرائه في بعض المسائل الدينية مفتاحا في نظره لمعرفة درجة الوصول للآخرين), لا أدري لماذا حكم الدكتور على أثر تلك المؤلفات والكتابات على الآخرين بعد القائه لمحاضرة عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مع أن هذه المؤلفات التي يقصدها كانت تركز على شخصية الملك عبدالعزيز رحمه الله وتاريخ المملكة ومرور مائة عام على تأسيسها, أما الشيخ محمد بن عبدالوهاب فقد عقدت عدة ندوات حول دعوته لعل من اهمها ندوة عقدتها جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض عام 1400 تقريباً.
7 قوله (ان أحد مثقفي وطننا الأكاديميين قد تمكن من الوصول الى المثقفين من ابناء القطر العربي المذكور وذلك من خلال حضوره الفاعل في الندوات الفكرية النقدية ومن خلال كتاباته التي نشر بعضها هناك), لا ادري لماذا يغفل ايضا الدكتور اسم هذا المثقف المواطن في موضع يراه الكاتب أنه فخر لهذا الوطن؟، فهو لم يذكر اسمه ولا تخصصه ولا موضوع كتاباته وندواته الفكرية حتى يمكن لشباب وطننا الاقتداء به ان كان نشاطه الفكري المذكور موافقا لعقيدة وطننا قيادة وشعبا, ثم من هم هؤلاء المثقفون في ذلك القطر العربي وتوجهاتهم الفكرية الذين اعجبوا بهذا المثقف المواطن؟.
8 قوله (واذا كان جانب من الكتابات يمثل الجانب الضعيف الذي كانت فائدته محصورة في ملء جيوب من كتبوها), لا أدري لماذا يحاول الكاتب الدكتور اشعار القارىء بأن اكثر من كتبوا عن تاريخ المملكة في المناسبة المئوية بالذات أهدافهم مادية بحتة وهو ممن استفاد مادياً مثل غيره او اكثر في تلك المناسبة وذلك بنشره عملاً قديماً كان منشوراً من قبل عدة مرات وهو كتاب (تاريخ المملكة) ولم يكلف نفسه اخراج كتاب جديد اوكتابة بحث جديد في هذه المناسبة المئوية العزيزة علينا جميعا وبخاصة والدكتور يعتبر من اكبر وابرز من يجب ان يتصدوا للكتابة في تاريخ المملكة وحضارتها, وهذا سؤال مهم سمعته من اكثر من واحد من المتابعين للاحتفال المئوي ونشاطه العلمي, فهل عند الدكتور جواب لهذا السؤال المحيَِّر حقا؟؟
9 مما يحمد للدكتور قوله (إن قسماً آخر من الكتابات التاريخية بالذات مهما كان قليلاً جيد ومفيد وجدير بالقراءة) فقد خففت هذا الجملة نوعا ما من وطأة كلامه الاول وان كان لم يوضح هل هذه الكتابات يدخل فيها بعض ما صدر من كتابات جديدة في الاحتفال المئوي أم لا وبخاصة وان اول كتاب سيقرأه هو كتاب معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري لسراة الليل هتف الصباح، الملك عبدالعزيز دراسة وثائقية وهو كتاب الف قبل المناسبة المئوية بثلاث سنوات تقريباً ولكن قد يكون في حلقات الدكتور القادمة ما يوضح ذلك.
10 وأخيراً فإني اريد أن أهمس في أذن الدكتور العثيمين وهو في بداية قراءاته لكتب آخرين أن يجعل حسن الظن بإخوانه هو ديدنه دائماً مع اهمية بيان ماعند الآخرين من خطأ باسلوب بعيد عن الاثارة والتهجم, وليتذكر الكاتب الكريم ان الكمال لله تعالى والعصمة لكتاب الله تعالى ولوحيه لرسوله صلى الله عليه وسلم وصدق الله العظيم القائل: (ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً),, وليتذكر أيضا أنه في اول حلقة من حلقاته أخذ عليه من قارئ واحد عدة ملاحظات.
ولو استزدت القلم ملاحظات أخرى لزادني، فما بالك بآخرين لهم ملاحظات لم يكتبوها او لم يرسلوها الى صحيفتهم الجزيرة الغراء في عهد رئيس تحريرها النشيط الاستاذ خالد المالك الذي يحرص على ارضاء القارئ الكريم بالكتابات والمقالات المفيدة، وتقبل النقد الهادف البناء من اي قارئ ونشره في (عزيزتي الجزيرة) لتعم الفائدة وتتحقق الاهداف الخيرة بإذن الله تعالى, فشكراً للدكتور العثيمين مقدما, وشكراً للاستاذ خالد المالك والعاملين معه والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.