عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يجمعك مجلس من المجالس بأحد المعلمين، فتتناقش معه في بعض النواحي العلمية، فتجده خالي الذهن ضحل العلم في تخصصه فضلاً عن الثقافة العامة، وقاصمة الظهر أنك تجده يحمل الشهادة الجامعية والسبب في ذلك هو توقف قطار القراءة والثقافة لديه عند الجامعة أو عند آخر ليلة من سنة التخرج، زاعماً في ذلك أنه بلغ المنزلة الكافية من العلم وأنه ليس بحاجة إلى زيادة معلومات، لأن طلابه ليسوا بحاجة إلى ثقافته وخصوصاً إذا كان مدرساً في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة وأن المنهج المقرر يكفي لأن يملأ وقت الحصة فيه، وهذا عين الخطأ، وقتل للثقافة ودفنها في مقابر الجهل، وإلا فلماذا يذهب العلم الذي تعلمه المعلم طوال ايام الجامعة سواء في تخصص مادته، أو في عامة المواد؟ كله مضى أدراج الرياح وحلت محله الشهادة التي أعمت أعين بعض المعلمين فشغلتهم عن القراءة والاطلاع، وتنمية العقل وإفادة الطلاب.
وإنك لتتعجب من بعض المعلمين حينما يسألك سؤالاً هو في رأيك من بدهيات الاسئلة، ويشتد بك العجب إذا كان السؤال في صميم التخصص، والكل يعرف له جواباً فيفاجئك ذلك المعلم بأنه خالي الذهن منه ومرد ذلك هو هجران الكتاب، وإهمال القراءة وقتل الطموح، فلماذا لايطور المعلم نفسه ويرفع من حصيلته العلمية بالمداومة على القراءة حتى لاينسى العلم الذي تعلمه في سني الطلب، وكلما ازداد المرء قراءة اكتشف عموم جهله، وليدرك المعلم أن مقدار احترام الطالب له بقدر مالديه من العلم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالله بن خليفة السويكت
ثانوية الأندلس بالرياض