أسهم الإنترنت د,محمد بن عبدالرحمن البشر |
قرأت مقالاً لجفري كولفن (GEOFFREY COLVEN) في مجلة الفورشن (FORTUNE) تحدث فيه عن أسهم الإنترنت، أثار حفيظتي للكتابة عن هذا الموضوع, وهذا القطاع الفتي في تجارة الأسهم زفّ كثيراً من المحظوظين وذوي الحس التجاري إلى عالم الثراء باستثمار بضعة دريهمات في سوق محمومة يقال لها الإنترنت.
والعالم بأسره تنبه بعد برهة من الزمن ليرى هذا الطوفان المالي يجتاح العالم بأسره فسارع من لديهم شيء من المال إلى الاستثمار في هذا السوق مدفوعين بالرغبة الجامحة في الاستئثار بشيء من تلك القطوف الزاهية التي تحلّت بها اسواق الأسهم العالمية.
والإنترنت أخذ يلعب دوراً بارزاً ومميزاً في حياتنا العملية، ولا أخاله إلا آخذاً بنواصي بني البشر ليمتطوا صهوته وصولاً إلى أقصر السبل في الاتصال الاجتماعي والتجاري، ولذا فإن الكثير يتوقع توسعاً كبيراً في استخدامه والاستفادة منه حاضراً ومستقبلاً.
إن الكثير يعتقد أن تقويم شركات الانترنت لايمكن مقارنتها بأي شركات تجارية أخرى ولا أحد يدري ما ستحمله الأيام في عصر ثورة الإنترنت، لكن المؤكد أنها صناعة جديدة ذات نمط مميز يصعب تقدير قيمها الأنماط المتعارف لها في الصناعة والتجارة، ولذا كان لابد من تقويمها بما تساويه في السوق.
والمرء يسأل نفسه دائماً عن مدى مناسبة ما يدفع قيمته لمنتج معين فيقدم أو يتراجع، أما في عالم الإنترنت فكأني بالمستثمر يدفع قيمة منتج لا يراه.
إن قيم شركات الإنترنت فاقت ما يمكن توقعه فقد ارتفعت قيمة شركة أمريكا أون لاين (AMERICA ONLINE)ثمانية عشر الف ضعف في التسعينات أي أن من استثمر ألف دولار في بداية التسعينات قد بلغت ثروته الآن 18,000,000دولار وتبلغ قيمة هذه الشركة الآن وقبل شرائها لشركة وورنر طبقا لما أورده جفري كولفن GOEFREY COLVIN مجموع قيم جنرال موتور G.M وشركة فورد FORD وصناعة الحديد في أمريكا معاً, كما أن شركة ياهو YAHOO تساوي قيمتها شركة بيرلنجتن نورثرن سانتا في BURLINGTON NORTHERN SANTA FE ونورث باسفك NORTH POCIFIC ونورفلك ساوثرن NORFOLK SOUTHERN ، ويونيون بسفك UNION POCIFIC وس إس أكس (CSX) وبقية خطوط القطار في الولايات المتحدة معاً, كما أن شركة أمازون AMAZON.COM تساوي اكثر من قيمة سيرز SEARS وكيمارت KMART وجي سي بني J.C PENNY وساكس SAKS ومجموعة نعيم ماركوس NIEMAN MARCUS GROUP مجتمعة, كما أن شركة إي بي EBAY تعادل في قيمتها نيويورك تايمز NEW YORK TIMES CO. وداوجونز DOW JONES والواشنطون بوست WASHINGTON POST CO. مجتمعة, كما أن شركة ردهات RED HAT تساوي قيمتها برتش ابرويز BRITISH AIRWAYS والخطوط اليابانية JAPAN AIRLINE والخطوط الملكية الهولندية KLM مجتمعة, إن هذه المقارنات تبدو غريبة لكنها ليست بالضرورة خاطئة.
إن شراء المرء لأسهم تلك الشركات بمثابة شراء أسهم لسلعة غير موجودة حسياً بينما هي ذات قيمة سوقية تتسارع في الزيادة يوماً بعد يوم مما جعل الكثير ينعم بثراء متمثلاً في أوراق ذات قيمة حالية قد تفقد جزءاً كبيراً منها في غضون اشهر او اسابيع أو ايام أو سويعات، وهنا يتساءل المرء عن نسبة ما يمكن استثمارة في شركات الانترنت من مجموع ما يملك، ومتى يشتري؟ ومتى يجني ثمار هذا الاستثمار؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة والزمن كفيل بها.
|
|
|